الإعلان عن التشكيلة
أعتقد أن التوقف عند أسماء اللاعبين المختارين للمنتخبات الوطنية لم يعد ذا أهمية أو جدوى وتجاوزه الزمن، فقد كان الاهتمام يستند على مبررات انتهت ولم يعد لها مكان من الإعراب.
كان حينذاك الإعلان عن أسماء المنتخب الأول خبر الأخبار وحديث الليل والنهار يعطي قيمة لمصدر الخبر ومن ينشره ومن تضمه القائمة من أسماء للاعبين بعضهم كان منتظراً والقليل مفاجئ وهو خبر تنشره الصحف وربما تبثه الإذاعة فقط فلا وسيلة أخرى غيرهما وهو ما يبرر أصداءه الواسعة وتناوله بالتحليل والنقاش في أوساط المهتمين ويسري إلى غيرهم ممن يكون ارتباطهم مع المنتخبات ولو من خلال مشاعر وطنية فقط.
لا أتصور أن هناك اختلافاً بين قائمة وأخرى بالرغم من السنوات الطوال التي تفصل بين من تم اختيارهم لتمثيل المنتخب في دورة الخليج الثانية 1972 أو من تم اختيارهم 2013 جميعهم ينتمون لنفس الأندية ويؤدون المهمة ويملكون الاستعداد ذاته لتحمل مسؤولية الدفاع عن ألوان المنتخب ولست من الذين يحاولون إضفاء صبغة الإخلاص أو الانضباط أو تحمل المسؤولية على مجموعة من اللاعبين في محطة زمنية، وخلعها من آخرين في محطة أخرى لمجرد أنه يرى ذلك من خلال عاطفة أو قياس على نتائج أو تصرفات لاحظها.
كان الإعلان عن أسماء من يمثل المنتخب حدثاً له دلالته فهو يعني حصر القائمة الأفضل من اللاعبين والإشارة إلى النادي الأقوى بحسب عدد من يمثلونه في هذه القائمة وشهادة نجاح لبعض المواهب الجديدة وهذا صحيح لكن تأثيره وأهميته اليوم باتت ضعيفة والسبب أن تقييم الأفضل لم يعد حصرياً على الجهة القائمة على المنتخبات، بل عمل يمارسه كل مشجع من خلال ما توفر له من وسائل نشر ومساحات تعبير وحين وضع كل فرد قائمته التي يرى أنها الأفضل تضادت مع اختيارات الفني المسؤول عن المنتخب وهز صورة القائمة وأضعف من أصدائها.
غير صحيح أن اللاعب الذي كان يمثل المنتخب في الستينات أو ما تلاها حتى التسعينيات الميلادية أكثر إخلاصاً أو موهبة أو انضباطاً، كل جيل كان له ملامح التمرد الخاصة وكان في حينها يجد عدم القبول لكنه يجد فيما بعد من يغفر له ذلك نتيجة تحكم المتعاطفين معه أو مرحلته من أبناء جيله في الرأي من خلال وسائل الإعلام أو التواصل وهكذا.
كان فرض أسماء على المدربين في الأندية والمنتخبات قبل 40 عاماً أكثر مما بعده حتى شبه التلاشي الآن، إلا أن البعض يحاول أن يبعثه من خلال رسائل وعناوين هي تعكس عجزه عن التعبير عن ضيقه من شيء ما في هذه المنتخبات فلا يجد إلا فكرة التدخل في التشكيلة هي الأكثر قبولاً عند المتلقي أو فكرة استهداف لاعبين معنيين من باب تعبئة طرف معين ضد طرف آخر أيضاً لتحقيق أمر لا علاقة له بالمنتخب ولا لمصلحة الكرة بشكل عام.
الأمر على بساطته ووضوحه مازال مع الأسف يحتاج إلى تفسير، وقد أفعل لأسباب أذكرها حينها.