خمرة تويترالحلال والحرام
(تويتر) له خمرة تسكر، لذا فإن من يتعاطاه لا يكاد يسلم من ذهاب عقله وإن بدرجات تماماً كما عليه حال من يتعاطى الخمر حتى في الأعراض الظاهرة، حيث تتباين ما بين مخمور وآخر أو (متوتر) وآخر، لكنهم جميعاً في الأغلب تحت تأثير الخمر وهذه نقطة الالتقاء وملمح التشابه، والفارق الوحيد هو أن من يتعاطى الخمر يعلم أنه يتناول مادة مسكرة يعرف إلى أين تصل به بينما يجهل البعض ممن يستخدمون (تويتر) أنهم إنما سينتهون إلى السكر بعد مراحل التعاطي واللذة والتجلي إلى التشويش ثم المصارحة إلى التحلل من القيود حتى التعدي على حدود الله. مازلت أتذكر طرفة الفأر الذي سقط في برميل خمر، وحين خرج منه بدأ يتصرف وكأنه أسد، وهو بالطبع ليس أسداً إنما فأر مخمور، كذلك يفعل البعض عندما تذهب بعقله الكأس وهو تماماً مثل ما يغرد به البعض وأقول البعض على حسابهم في (تويتر) حين تتمكن منهم خمرته فيصبح ذلك الوضيع سلطاناً والجبان شجاعاً والضعيف حكيماً والمنافق تقياً والكذاب صادقاً والجاهل عالماً والدعي شريفاً، طبعاً بفعل خمرة (تويتر) التي أوهمتهم أنهم كذلك أو يمكنهم أن يكونوا كذلك. الفكرة أن القصير (القزعة) كما يقول إخواننا المصريون لن يكون طويلاً لمجرد أن يقول أنا طويل وأهبل، ولا يمكن وإن بدا للبعض ذلك أن تتساوى الرؤوس لمجرد أن خمرة (تويتر) تحرك أصابع صاحبها ليكتب ما يدعي أنها جرأة أو شجاعة أو كلمة حق، فيما يعلم الكل أنه لم يكن كذلك وربما لن يكون كذلك بحسب ما عرف به وعنه، وأن الحق الذي يدعيه إنما هو ما يحقق أغراضه أو حين يتصور أن قدره وحجمه ومكانته زادت فجأة فيدخل عبر "تغريدات" قص ولزق محاكاة لغيره في سجال مع من لا يمكنه أن يدرك فكرهم أو قيمتهم ويعتقد (لسكرته) أنه نجح في ذلك. لا يمكن لشلة اسكرهم (تويتر) أن يختطفوا المجتمع ليصبح رهينة يبتزون بها الآخرين سواء خصوم أو جهات حكومية تتولى مسؤولية ضبط المخالفين للأنظمة والخارجين عن القانون أياً كانت هذه الأنظمة أو القوانين وأياً كانت المجالات، لا يمكن التنازل للفوضى والانتهاكات خوفاً من حملاتهم أو تركهم بلا محاسبة لاتقاء انتهازيتهم وفجورهم في الخصومة فهي مسؤولية يجب أن نعلي من أهميتها وحتمية القيام بها ربما الآن رغم كل ما وصل إليه حال هذه (الخمارات) المنتشرة كالبعوض أحسن من وقت لاحق، وكل شيء بالقانون الذي يتم تطبيقه في مثل من على حالتهم، (قانون الجرائم الإلكترونية) وما ينص عليه وتم إقراره خاصة وأن معظم المغردين الخارجين عن القانون يدعون أنهم نشطاء حقوق، ودعاة فضيلة، وحماة وطن، وهم ليسوا كذلك، ولكن حتى يمكن الفصل بيننا وبينهم فليتم قياسهم على مسطرة القانون تماماً كما تضطر الجهات الأمنية لإثبات حالة المتعاطي بإجراء تحليل دم أو نفخ بالون..... كلتا الخمرتين تعاطيهما حرام بالشرع والقانون فلماذا التردد؟.