2017-01-12 | 02:50 مقالات

مونديال الـ48 فكرة تطوير أم انتخاب

مشاركة الخبر      

رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (جاني انفانتينو) يختصر سبب فكرة زيادة المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم 2026م إلى 48 بدلا عن 32 (بأن كرة القدم هي أكبر من أوروبا وأمريكا الجنوبية)، والإشارة هنا واضحة أن المستفيد من ذلك ستكون منتخبات أفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية والكونكاكاف، ما يعني أن الأمر لا يخلو من هدف انتخابي أكثر من أي شيء آخر.

 

كرة القدم الأوربية واللاتينية هي من صنعت للمونديال القيمة الفنية والهالة الإعلامية، وملأت خزائن (الفيفا) بالأموال، ولولا ماقدمته وتقدمه القارتان من مواهب ونجوم وملاعب وجماهير، وبالتالي رعايات ونقل تلفزيوني لما توالى تطور المسابقة، وتضخمت مداخيلها، وساهمت في صلابه قلعة (الفيفا) واتسعت إمبراطوريته بدءا من موافقته في اجتماع امستردام 1928 على إقامة هذه البطولة بمشاركة 13 منتخبا وافقوا فقط على المشاركة التي وجهت الدعوة لها لكافة الدول حتى اجتماع الثلاثاء الماضي في (زيورخ) الذي تقرر فيه بالاجماع الزيادة إلى 48 منتخباً.

 

حتى الآن لا أجد نفسي سعيداً بالزيادة التى تمت لأنها تعني أن عدد المباريات التي لا تستحق المتابعة ستزيد أكثر عن ذي قبل، وأن المنتخبات التي لايهم وصولها إلى المونديال إلا مواطنيها ستأخذ حيزاً من مشهد الذين كان يطلق عليهم كبار العالم الكروي، وأن هدف الوصول لكأس العالم لن يصبح محفزا للمنتخبات الجيدة، ولا أمرا يفخر به ويتباهى كما كان في السابق حتى مونديال 22 الدوحة، كما أن هذا القرار بقدر ما سيساهم ربما في تحسين وتطوير الكرة في دول أكثر للاستفادة من هذه الفرصة إضافة إلى زيادة الإيرادات 640 مليون دولار إلا أنه قد يضر بالمنتج الأهم (المونديال) وبالتالي قد يهدم كل ما تم بناؤه.

 

الفرنسي (جول ريميه) واجه مشقة تنظيم بطولة لكرة القدم على مستوى العالم 20 عاماً كان الرفض خلالها لوجود هذه البطولة ضمن ألعاب الدورات الأولمبية إضافة إلى وقوف بريطانيا (ايرلندا، اسكتلندا، ويلز) ضد الفكرة لأنها لم تنبع من بريطانيا مهد لعبة كرة القدم كما يرون، لكن جهوده أثمرت لتنطلق 1930 في الأرجواي أول بطولة رغم أيضا معارضة أوربية كادت أن تفسد إقامة البطولة بحجة بعد المسافة التي كانت تحتاج إلى سفر (ثلاثة أسابيع بالبحر) لكن فرنسا ورومانيا ويوغسلافيا وبلجيكا وافقت أخيراً بعد أن كانت دول من أمريكا الجنوبية نفسها هددت بالمقاطعة إن لم تشارك منتخبات من أوربا. 

 

الزيادة إلى 48 ستفرض ستة عشرة مجموعة من ثلاث منتخبات يتأهل منهما اثنان للدور التالي لتعود المنتخبات إلى 32 ، هذا يعطي شعوراً أن الـ16 الذين تمت زيادتهم عادوا من جديد إلى بلدانهم وبدأ المونديال كما كان عليه منذ 1998 بمشاركة 32 ، وأن هذه الكأس التي لم يحصل عليها منذ عام 30م حتى 2014م سوى ثمانية منتخبات فقط ليس في حاجة إلى تشويهه وإفساد متعته فهو سيبقى للكبار، ولا يمنع أن يستمتع به الجميع من خلال المشاهدة من المدرجات أو خلف شاشات التلفزه، وليبق الوصول له صعبا والمشاركة الإيجابية فيه إنجازا لمنتخبات، وممكن لأخرى، وتتنافس على كأسه منتخبات قليلة، وتحصل عليه منتخبات أقل، حتى يبقى المونديال كما عرفناه وعرفه العالم أجمع.