رئيس النادي بدون شماغ
في تجربة مثيرة جدًّا، قام عالم النفس فيليب زيمباردو من جامعة ستانفورد، بتقسيم مجموعة من الطلبة المتطوعين لحراس أمن وسجناء، وسلم كل واحد من الحراس عصا، وبدلة شرطة، وأيضًا تم إعطاؤهم نظارات شمسية عاكسة، لتجنب التواصل البصري مع المساجين. وتم تحديد أوقات للدوام عكس المساجين الذين وضعوا في قبو في الجامعة بشكل مستمر طوال التجربة. المثير في التجربة أن الحراس أصبحوا يتصرفون بعنف وشراسة مع زملائهم السجناء، فقط لأنهم كانوا يلبسون ملابس شرطة.
ما جعل التجربة تعود لمخيلتي، هو الجدل الدائر اليوم حول وجود رؤساء الأندية في دكة الاحتياط، ومطالبة الجماهير بنقلهم للمنصة لأنهم ليسوا جزءًا من اللعبة. لا ألوم من يطالب بإبعاد رؤساء الأندية لأنهم دومًا في حالة صراع مع حكم المباراة، وأيضًا مع الحكم الرابع، ما يجعل وجودهم غير مبرر.
قد يكون الاتحاد السعودي الجديد في حرج مع رؤساء الأندية، ويصعب عليه إصدار قرار منعهم من دخول أرضية الملعب، لذلك اقترح أن يصدر القرار بشكل يبعد الحرج عن الجميع، حيث يصدر تنظيم يمنع دخول أي شخص لا يلبس الملابس الرياضية للملعب. وبذلك سنجد عددًا من الرؤساء يجلسون في المنصة لأنهم لا يريدون أن يراهم أحد بالملابس الرياضية.
حتى لو قرر رئيس النادي ارتداء الملابس الرياضية والجلوس مع الفريق كالعادة، فإن ذلك سيكون مقبولاً. فالشيء الذي تعلمناه من تجربة جامعة ستانفورد أن الملابس تؤثر على الشخصية، فرئيس النادي الذي يصارخ على الحكم وهو يلبس الشماغ والثوب، سنجده أكثر هدوءًا واسترخاءً عندما يلبس الملابس الرياضية. فهيبة الملابس الرسمية قد تلاشت، وأصبح رئيس النادي مثل بقية الموجودين في الملعب وليس لديه ما يميزه. فالرئيس لا يجادل مع الحكم في كل مباراة إلا بسبب أن ملابسه الرسمية فرضت عليه القيام بهذا الدور.
لو كان الأمر بيدي لأصدرت قرارًا سريعًا يمنع كل من ليس له علاقة بالجهازين الفني والطبي واللاعبين من الجلوس مع الفريق، لأن هذا بالضبط ما يحدث في أفضل دوريات العالم. لا يمكن أن تصل قيمة النقل التلفزيوني لأكثر من أربعة مليارات ريال، ونظل نتصرف ببدائية وكأننا في بطولة رمضانية.