2017-03-02 | 02:15 مقالات

اتحاد الكرة بين مجلسين أحلاهما مر!

مشاركة الخبر      

أيضًا السياسة الإعلامية لمجلس اتحاد الكرة الجديد حتى الآن لا تعطي انطباعًا حسنًا عن مساره المقبل، وأقصد من حيث التعاطي الإعلامي، وأتذكر أن رئيس الاتحاد الحالي قبل الانتخابات كان له ملاحظات على ما أسماه الخطاب الإعلامي للمجلس السابق، وقد يكون هناك رابط بين الحال في المجلسين، إما في طريقة المعالجة أو الذهنية الإعلامية للأشخاص المعنيين بهذا الشأن.

 

الطريقة الخاطئة التي تسلم بها المحلس الجديد مهامه من سلفه، بل غير النظامية، أضرت بموقفه النظامي تجاه مراجعة ما خلفه المجلس السابق، وجعلته يظهر وكأنه على خطأ حينما يسأل عن اختفاء ملايين الريالات أو السيارات، لكنه أيضًا جعل المشهد مريبًا ويكاد يرتقي إلى إلصاق التهم برئيس الاتحاد السابق وزملائه، وما بين ذلك وعكسه خيط رفيع، لن تجد من يحرص على أن يكون فاصلاً بين السؤال للمعرفة أو الاتهام للإدانة والمحاسبة.

 

لماذا يحاول المجلس الجديد تشويه سمعة السابق؟ أو لماذا لم يراعِ إمكانية أن تتشوه سمعته طالما سمح أو رتب لتسريب إعلامي مكشوف، يضع من خلاله المجلس السابق تحت طائلة الاتهام بإهدار أو تفريط أو ضياع أو إخفاء ملايين الريالات، وإتباعها بآراء قانونية وجهات رقابة مالية جميعها تميل إلى الإدانة؟ وهل كان ذلك كله بغرض التشويه لمسح كل ما يمكن أن يكون أنجزه المجلس السابق، أم لترهيبه، حتى يعيد ما يمكن أن يكون قد ساهم في ضياعه، أم تمهيدًا لطلب مساعدات مالية وقروض، أم أن كل ذلك تسببت فيه (عنتريات) رئيس أو عضو؟ ما كان لها أن تحدث لو أن بينهم حكيمًا؟!... الله أعلم. 

 

أيضًا تعود مطالبات حضور الجمعية العمومية في المشهد دون ذرف دمعة واحدة على ما ارتكب في حقها الفترة الماضية، أو الاعتراف بما جرى، وكان من مخالفات نظامية وقانونية تم تمريرها بفرض سياسة الأمر الواقع ممن كان لهم قدرة التحكم بمفاصل العمليات، لتغييب الاجتماعات وفرض تعديل النظام الأساسي بالبنود والفقرات التي تخدم تحقيق أهداف محددة وخاصة، حيث تم مسخ الجمعية وجعلها (شاهد ما شفش حاجة)، هذه المرة يقول المجلس الجديد إن الجمعية ستستعيد دورها، ونرجو أن يكون ذلك صحيحًا وليس تكتيكيًّا.

 

أعضاء في الاتحاد السابق قالوا جهارًا إنهم وصلوا لاتحاد يفتقد اللوائح والأنظمة، وإنهم يبنونه من جديد(!!!) يا لفداحة ما قالوا وصفاقته، حين كان حديثهم عن اتحاد على مدار خمسين عامًا بنى وطور وأنجز، واليوم ترد بضاعتهم إليهم؛ فالمجلس الجديد يقول إنه تورط بتركة ثقيلة من المخالفات المالية والمديونية واللوائح الضعيفة والأنظمة الهشة، وإنه سيعمل بجد على إعادة البناء والتأهيل لمنظومة الاتحاد من جديد.

 

... لا أرى في طرح المجلس الجديد القضايا التي تخص سلفه أي موضوعية، وإذا كان بإمكانها في الأصل أن تكون محور نقاشات الجمعية العمومية، ولم يحصل ذلك، فالكل شارك في ذلك، وما يجب اليوم هو إما إعلان الحقائق والأسماء، أو طي الصفحة والعمل على الاستفادة من الأخطاء، ليس لعدم تكرارها، لكن على الأقل للتقليل من حجمها.