استمرار تقسيم القارة.. ماذا عن الفصل النهائي؟
كان الجميع في انتظار تقييم تجربة الفصل بين أندية غرب وشرق القارة، كما وعد الاتحاد الآسيوي الذي قرر العمل بها منذ 2013 حتى 2016، أي على مدى ثلاثة مواسم، لمعرفة ما إذا كان من الواجب استمرارها أم لا، وعلى اعتبار أنها كانت فكرة ستخضع للتقييم، يمكن أن تنجح أو تفشل جاء الانتظار، إلا أن الآسيوي قرر استمرارها 2017 و 2018م، ولا نعلم عن نتائج التقييم إن كان تم، ليس فحسب، بل قد يمتد الأمر إلى مواسم أخرى.
هذه الفكرة التي فرضت خوض أندية الشرق لمباريات الدور التمهيدي، ودور المجموعات وأدوار الـ 16 والـ 6 و الـ 4 مع بعضها، كذلك الحال لأندية الغرب ليتأهل إلى نهائي أبطال آسيا نادٍ من كل جهة، ليلعب مباراتين (ذهابًا/ إيابًا) لتحديد بطل المسابقة، يقال إنها مقترح اتحادات الغرب، وتحديدًا من الجانب السعودي، ونبعت بهدف تخفيف أعباء التنقلات على أندية الجهتين التي تباعد بينهم مسافات طويلة، تأخذ من الجهد والوقت والمال، وكذلك بسبب اختلاف التوقيت ومواعيد بدء وانتهاء المواسم المحلية لكل جهة، لكنها كرست حالة انقسام له، أيضًا أضراره في نظر بعضهم الآخر.
في نوفمبر 2015م، كتبت في الشقيقة (الشرق الأوسط)، مؤيدًا فكرة الفصل ولكن للأبد، من خلال اتحادين كرويين مستقلين، يرتبطان مباشرة بالاتحاد الدولي (فيفا)، وحجتي أن الشرق والغرب في القارة الآسيوية، لا يمكن أن يلتقيا، إذ لا يجمعهما شيء واحد حتى كرة القدم، التي يمكن تشبيهها بالصورة، حيث يمكن أن تقرأ بكل اللغات، إلا أنها في حال هذه القارة، ليست كذلك.
قلت نصًّا: "أمور كثيرة تعترض توحد كرة القدم في آسيا، بعضهم يطلق على كرة شرق القارة (الكرة الآسيوية)، ويرى أن لها ملمحًا خاصًّا وأسلوبًا متفردًا؛ ما يجعلها تمثل شيئًا ما لا يوجد في كرة غربها (المتعولم) تمامًا، مثلما لا يرى العالم كرة القدم الإفريقية إلا في نيجيريا والكاميرون وساحل العاج والسنغال، ولا يراها في المغرب ومصر والجزائر، القارة الآسيوية حاول أن يجمعها اتحاد الكرة الآسيوي، من خلال مواجهة واحدة في نهائي الأندية الأبطال، بحيث لا يلتقي الطرفان قبل ذلك، وهذا يكشف بوضوح أن الغرب غرب والشرق شرق، ولا يمكن أن يلتقي إلا لقاء وداع)؛ فهل يكون تمديد العمل بفكرة الفصل حتى 2018 مقدمة لذلك؟
قبل جمع البطولات الآسيوية الثلاث (أبطال الدوري وأبطال الكأس والسوبر) في مسابقة واحدة 2003م، كانت أندية الغرب وتحديدًا الأندية السعودية والسد القطري تنافس على الحصول على بطولات هذه المسابقات، وبمعدل جيد، وبعد جمعها في مسابقة واحدة حصل عليها العين الإماراتي والاتحاد السعودي مرتين والسد القطري، أما بعد الفصل فقد انقطع حبل الوصل مع كأس هذه البطولة، ومما سبق فليس للقوة الفنية أو أفضلية أندية الشرق الدور الأساس في أن تذهب البطولات السابقة للصينيين أو الكوريين، ناهيك عن الأستراليين الذين ليسوا شرقًا ولاغربًا، ولا وجود لهم على جغرافية القارة.
أسوأ ما في فصل أندية القارة أن تحولت مباريات المحيط المجاور إلى مباريات تستنزف الكثير من الجهد الذهني والعصبي لدخول حساسية التنافس الذي يفقد الأنديه الكثير من مقوماتها الفنية، وأفضليتها العناصرية؛ ما يجعل مواجهات فرق الشرق في مثل هذا الدور أسهل أو أكثر إتاحة لتقديم كل ما لديك، أما إيجابية الفصل فهي حتى لا ننخدع فعلاً بأن أندية الشرق بلغت من التطور ما يمكن أن نجعل من مواجهتها فرصة للاحتكاك والاستفادة، فهي لم تصل بعد لهذا القدر، ولعل استعراض نتائج مواجهات منتخبات الغرب مع الشرق دليل على ذلك.