2017-03-23 | 02:58 مقالات

اليوم: زيادة تعقيد أم فك اشتباك؟

مشاركة الخبر      

في مواجهة تايلاند اليوم، لا يجب أن يجد المنتخب السعودي ما يمنعه من الخروج بنقاط المباراة الثلاث، فارق المستوى والطموح والتاريخ بين الفريقين، نقول ذلك، لكن كرة القدم لا تصغي أحيانًا إلى من يتودد لها بالكلام فقط، أو يغمض عينيه في اللحظات المهمة، أو يهزأ بقدرتها على إحداث أكبر المفاجآت.

 

في الأول من سبتمبر الماضي، بدأ الأخضر مشواره في تصفيات كأس العالم (2018 روسيا) في الرياض، وكسبها بهدف واحد، وهو الفوز الثاني عشر على الفريق التايلاندي من مجموع أربع عشرة مواجهة، كسب تايلاند منها واحدة وتعادل في أخرى، لكن مباراة اليوم يترتب على نتيجتها انطلاقة المنتخب السعودي بشكل أكثر ثقة وجدية للمنافسة على إحدى بطاقات التأهل، حيث سيلعب بعدها في جدة الثلاثاء المقبل أمام العراق، قبل أن يواجه أصعب منافسيه والمرشحين لبطاقتين من الثلاث: أستراليا في يونيو، والإمارات في أغسطس على ملعبيهما، ليختتم المشوار في ملعبه أمام اليابان في الخامس من سبتمبر.

 

مسيرة المنتخب كانت منطقية، تصدر بها فرق مجموعته بفارق الأهداف عن اليابان، لكن ولا منتخب من هذه المجموعة استطاع أن يبسط نفوذه ويضمن المضي لانتزاع بطاقة الصعود الأولى، فقد لعبت بعض النتائج غير المتوقعة في تجميع الفرق في منطقة واحدة، فريقان بعشر نقاط وفريقان بتسع، حيث فاز المنتخب الإماراتي على اليابان وتعادل تايلاند مع أستراليا، وفقد المنتخب العراقي توازنه كمنافس، وتحول إلى مرجح، ما يجعل مباراتي الإمارات مع اليابان والعراق أمام أستراليا اليوم مكملة للقاء تايلاند مع السعودية، إذ على ضوء نتائجها سيعلن جدول ترتيب جديد مختلف لا محالة.

 

لا يجب النظر إلى أن تسلم مجلس إدارة جديد لاتحاد الكرة له تأثير على ما قد يجري على المنتخب سلباً أو إيجاباً، إذ إن استقرار الجهاز التدريبي ضمانة لإبقاء حالة المنتخب الفنية على ما هي، أما العناصر فهذا شأن يفترض أنه من اختصاصات المدرب قبل وبعد وفي كل حين، إلا أنه ورغم ذلك فقد نسمع لأي سبب أن المنتخب فقد ميزة التحضير النفسي مثلاً، أو التحفيز المعنوي أو خلافه، وقد يكون صحيحاً إن ثبت ذلك بشواهد لا استنتاجات، لكن النسبة التي يمكن لها أن تحقق النجاح أو الفشل هي في يد مارفيك، وعناصر الأخضر.

 

العوده لقراءة فنية لما قدمه المنتخب في المواجهات الخمس الماضية بتجرد، ستؤكد أن ما سيقدمه اليوم أو ما يلي من مباريات لن يختلف كثيرًا عما سبق، عدا إذا ما فرضت واحدة أو اثنتان من هذه المباريات نفسها كمخرج وحيد للتأهل، حينها ستنتظره معركة حاسمة ستصنع منه فريقًا بطلاً نهلل له ونصفق، أو تكسره فيلقى ما لقته أجيال سبقته فشلت في التأهل، فكانت حطبًا لنار الغضب والمزايدات وتصفية الحسابات.