الحظوظ العربية في معركة آسيا
مقاعد قارة آسيا المضمونة الأربعة، لا ينافس عليها من المنتخبات العربية سوى المنتخب السعودي، أما نصف المقعد فإن الإمارات وسوريا يرسمان عليه مع أمل ضعيف جدًّا للمنتخب العراقي، وشبه منتهٍ للمنتخب القطري.
في 31 أغسطس المقبل سيحسم الأمر، أي قبل الجولة الأخيرة التي ستلعب في الخامس من سبتمبر، ففي تلك الجولة ستلعب الإمارات مع السعودية، واليابان أمام أستراليا، وتلتقي تايلاند بالعراق، حينها ستكون المنتخبات الستة قد أنهت الجولة السابعة التي تلعب اليوم، والثامنة التي تقام في 8 و 12 و 18 من شهر يونيو المقبل.
الكل من فرق المجموعتين الآسيويتين، يريد أن يبني ما سيأتي على ما سيحصله في جولة اليوم، فالمنتخب السعودي يعلم أن حصده للنقاط الثلاث أمام العراق، يعني إمساكه للفرصة الحقيقية للتأهل عن طريق البطاقة الثانية، حيث يعلم أن مواجهة أستراليا والإمارات ستكون محصلة نتيجتها لصالحه على أي نحو، إذا ما أخذنا في الاعتبار إمكانية أن تحدث تايلاند المفاجأة أمام اليابان، أو حتى تمضي اليابان في طريقها تنافس على صدارة المجموعة أو تحتلها، بينما ستضمن إيران فرصة التأهل إن فازت على الصين، كذلك كوريا إن فعلت الشيء نفسه أمام سوريا، ولن يفرط الأوزبك على ملعبهم في نقاط مواجهتهم أمام قطر.
في جولة يونيو، ستكون الأهمية للصراع السعودي الأسترالي، حيث يلعبان أولى مباريات هذه الجولة في الثامن من ذات الشهر، بعد أن يكونا قد عرفا ما حصلا عليه من مواجهتي اليوم أمام العراق والإمارات، وسيكون مهمًّا جدًّا أن يكون الأسترالي قد فقد نقطة أو نقاط الإمارات التي ستجعله يبتعد عن البطاقة الثانية، إذا كان المنتخب السعودي جمع من مباراته اليوم نقطة أو ثلاث نقاط أو حتى إن خسر، بينما قد تقضي اليابان في ذلك الشهر على آمال العراق نهائيًّا، وستصبح مباراة الإمارات أمام تايلاند مصيرية إذا ما كان فعلها أمام أستراليا اليوم؛ لأنه لا يزال يمتلك ولو فرصة المنافسة على الملحق، الشيء ذاته في صراع المجموعة الأخرى، لكن إيران قد تحسم أمر التأهل أمام أوزباكستان، كذلك كوريا حين تواجه قطر ليصبح أمر الملحق بين سوريا والصين وأوزباكستان.
ليست المرة الأولى التي يسير فيها المنتخب السعودي بخطوات ثابتة لانتزاع بطاقة المونديال.. فعلها مع الأرجنتيني كالديرون 2006، وقتها كان كالديرون آخر المدربين الذين لا يحيدون عن رؤيتهم الفنية الخاصة في خطة وطريقة وأسلوب اللعب، أو في طبيعة اختياره للعناصر، فقد رفض خلال التصفيات الضغوط الجماهيرية والإعلامية التي كانت تحاول دفعه لضم بعض النجوم، الذين استغنى عنهم لدواعٍ فنية وإدارية، وتمسك بطريقة لعبه 3ـ2ـ5 بدعم من لجنة المنتخبات واتحاد الكرة، لكنه أيضًا رحل قبل المشاركة في المونديال ليخلفه البرازيلي باكيتا، الذي تجاوب مع بعض ما يطلبه المشاهدون.
بعد مباريات هذه الجولة، سيكون الحديث عن مشوار المنتخب السعودي مفيدًا، ومراجعة ما أمضاه في مشوار التصفيات ممكنًا، والتخطيط للمرحلة المقبلة متاحًا، بغض النظر عن نتيجة مباراته اليوم أمام العراق، لكن هناك أيضًا استحقاقات في المسابقات المحلية وقضايا منظورة، لم يبت فيها بعد، لا يمنع أن تأخذ حقها من الاهتمام والمتابعة، لكن دون أن تهمش أو تلغي ما للمنتخب وما عليه، كذلك ما يجب أن نفعله له جميعنا حتى يحصد بطاقة المونديال الخامسة في تاريخه.