هل ما زلنا في الدوري؟
هل كان من الضروري أن يحسم الهلال بطولة الدوري ويتوج نفسه بطلاً في مواجهة الجولة الماضية؟ وهل يعتبر تعادله مع الأهلي، إذ كان يحتاج إلى الفوز لحسم البطولة قبل أربع جولات من النهاية إخفاقاً؟
الإجابة بنعم أو لا كلتاهما تحتاج إلى تفصيل، لكن الثابت أن بطولة الدوري ليس من شروط احتسابها (متى ولا كيف أو أين) يتم حسم أمرها، ولا كم عدد النقاط أو فارقها عن المتنافسين. بطل الدوري من يتوج بالبطولة عند نهاية الجولة الأخيرة بما يتوافق مع أحكام وشروط المسابقة المعلنة والمثبتة في لوئحها وأنظمتها، ولأن الدوري ما زالت فيه ثلاث جولات وتسع نقاط يبقى غير ذلك إما زيادة في إظهار القوة من الهلاليين أو محاولة تثبيط هممهم وإفساد طعم البطولة عليهم من طرف المنافسين.
ولأن الأجواء ملبدة بغيوم الصراع الكروي في الملاعب والقضايا في المكاتب وما يستجد من أحداث كل جولة آخرها عودة أسطوانة الممنوع والسموح به في الملاعب، فإن الالتفات إليها وترك قراءة مستقبل نتائج الجولات الثلاث التي سترتب الفرق الأربعة عشر من الأول حتى الأخير وتحدد البطل والوصيفين والهابطين ومن يلعب المباراة الفاصلة مع ثالث ترتيب دوري الأولى سيضيع على الجماهير والمراقبين تتبع خطوات تحقق ذلك ويفوت عليهم تشويقه وإثارته والتأكد من سلامته وعدالته.
الخميس المقبل جولة جديدة أيضاً يمكن لها أن تنهي مشوار التنافس على اللقب بين الهلال والنصر بعد أن فقده حامله الأهلي نهائياً، وهذه المرة سيكون الدور على الشباب الذي عليه أن يعطل الهلال إما بهزيمته أو على الأقل فرض التعادل عليه كما فعل الأهلي الجولة الماضية ليحيل أمر حصوله على البطولة إما لمواجهة الوحدة في الجولة المقبلة أو ليوم الجمعة إن هزم النصر في حفر الباطن من الباطن وجمد رصيده لتسع وأربعين نقطة لا تكفيه للتأهيل إلى مواجهة الهلال المرشح الأقرب كبطل للدوري في الجولة الأخيرة.
النصر يستطيع الحصول على 58 نقطة من الباطن والشباب والهلال ويمكن للهلال أن يحصل على 66 نقطة من الشباب والوحدة والنصر هذا على الورق، لكن في المنطق الفني فإن الهلال لن يحقق أكثر من 64 نقطة والنصر 56 نقطة أي أن كليهما سيهدر نقطتي تعادل المباراة التي تجمعهما في الرابع من مايو المقبل، أما ما سيحدث فعلاً فهو في علم الغيب إذ إن كل شيء يمكن حدوثه، الهلال يستطيع حسم اللقب في أي مواجهة أو أن يواصل تعثره في الجولات الثلاث لصالح النصر، هذا أيضاً يمكن أن يدخل فيما هو متوقع، أعرف أن ذلك شيء غير منطقي وعكس سير الأحداث لكن كرة القدم ومنافساتها تقتات على مثل ذلك وهو ما يمد في عمر عشق الجماهير لها ويؤصل جنونها ويزيد من شغفها.
الأهلي سيقفز إلى الترتيب الثالث فهو لن يواجه فرقاً تحتاج إلى البقاء مع تشابه بينه والاتحاد في قيمة المواجهات لولا مواجهة الاتحاد في الجولة الأخيرة أمام الفتح، أما الناجيان من الهبوط الفتح والخليج فسيلعب أحدهما المباراة الفاصلة مع ذهاب الوحدة والباطن إلى دوري الأولى.. فكيف ستمر هذه المواجهات وما أبرز المصاعب والتحديات التي ستواجهها هذه الفرق من داخلها أو المؤثرات الخارجية التي يمكن أن تعصف بآمالها أو تحقق لها المستحيل؟ هذا ما كنا نشير إليه في البداية من أن الجميع في حاجة إلى المتابعة والاستمتاع والتقييم والحكم على التنافس بشكل نهائي بدلاً من إغراقنا في قضايا قد تكون مهمة لكن لا علاقة لها بالدوري.