سجل مسابقة الكأس.. آراء أم حقائق؟
الروايات التي يتم فيها وصف بعض نسخ مسابقة كأس الملك على أنها دوري، تفتح باب ضرورة إشهار التوصيف النظامي الذي يعتمد عليه اتحاد الكرة في تسمية وتصنيف مسابقاته.
فما نعرفه مثلا أن مسابقات الكؤوس تعتمد في تنافسها على نظام خروج المغلوب من مرة واحدة أو ذهابا وإيابا في بعض مراحل المسابقة، كذلك فتح التنافس على كأسها لكل الأندية المسجلة في اتحاد الكرة بكل درجاتها وفق لائحة المسابقة التي تحدد الشكل والطريقة، وأن أي دوري له درجات (ممتاز وأولى وثانية وثالثة) وتلعب مبارياتها بحيث تتقابل أندية كل درجة جميعها مع بعضها البعض ذهابا وإيابا ويحصل على البطولة الأكثر نقاطا وينزل للدرجة الأدنى الأقل نقاطا، إما ناد أو أكثر بحسب العدد الذي تحدده لائحته التنظيمية في الصعود والهبوط.
وروى لنا بعض من الراصدين لمسابقات لعبة كرة القدم التي بدأت أولاها 1957م، إنه جرى في بعض مرات إقامة مسابقة كأس الملك أن تحولت إلى مسابقة دوري وجائزتها كأس باسم الملك، واعتمدوا في ذلك على الطريقة التي نظمت بها هذه المباريات، بحيث كانت تلعب بطريقة مباريات الدوري، تتقابل فيه جميع الفرق المشاركة مع بعضها البعض ذهابا وإيابا ويحصل الأكثر نقاطا على البطولة، وربما هذا حدث مع المواسم الأولى لها من 1957 إلى 1962م أو أبعد من ذلك أو في واحد من هذه المواسم؟
وبالإشارة إلى سجل كأس الملك التي لعبت منها 40 نسخة حتى الآن، بالرغم من أنها قد بدأت منذ ستين عاما، فإن الأهلي صاحب الرقم القياسي بـ13 مرة، يرى بعض الراصدين أن من بينها واحدة يجب أن يطلق عليها بطولة دوري هي 1962، حين حققها أول مرة بعد الوحدة والاتحاد والهلال، لكن ذلك الأمر لم يستقر، حيث يتم نسبه لبطولات الكأس فيقال إنه حققها 13مرة وليس 12، فيما يتم ذكر أن تحقيقه بطولة الدوري 3 مرات وليس أربع، وعلى ذلك فإن الاعتماد على الرأي وليس المحددات والقواعد تجعل الاختلاف دائما قائما في التوصيف والتصنيف السليم للبطولات، إن لم يكن رسميا فعلى الأقل إعلاميا وجماهيريا.
توقف نظام مسابقة الكأس 18موسما، مع استمرار جائزة باسم كأس الملك تم تحويلها لبطل الدوري من موسم 1991م إلى 2007م، حيث عاد بعدها الدوري إلى مسماه "الدوري الممتاز لكرة القدم ثم المحترفين مضافا إليه اسم الراعي)، وانفصلت كأس الملك من جديد، لكن الكأس لم تكن مفتوحة لكل الأندية بل حصرت على أندية النخبة التي اشترطت المشاركة فيها حسب ترتيب الأندية وبطولاتها في الدوري وكأس ولي العهد، مايعني أنها افتقدت لواحد من شروط مسابقات الكأس أن تكون متاحة لكل أندية البلاد، إلى أن تحقق ذلك منذ 2013 م وحتى الآن.
الأهلي حامل اللقب هذا الأسبوع يواجه الهلال حامل اللقب للموسم الذي قبله، وهذه البطولة محببة للأهلي نسبة إلى عدد مرات حصوله عليها 13 من أصل 17 نهائياً، أي إنه لم يخسر مواجهاتها سوى أربع مرات، فيما خسرها الهلال 7 مرات وحققها أيضا سبعا، وتواجها على نهائيها مرة واحدة في موسم 77م وكانت من نصيب الأهلي... إن من المهم أن يبدي اتحاد الكرة عبر إدارته الإعلامية تفهما كبيرا للغط الذي يشوب مسابقاته الكبرى بسبب التغيير والتعديل في الأنظمة والتسميات والتوقفات بنشر السجل الموثق وتثبيته على الموقع الرسمي له، كذلك نشر الإيضاحات والتفاصيل المتعلقة بتأريخ كل مسابقة وما أحاط بها من ظروف وملابسات.