الأجانب الستة... تغيير قواعد اللعبة (1)
لن نصل إلى قناعة مشتركة حول إيجابية أو سلبية السماح لأندية الدوري السعودي للمحترفين، لمن أراد بمشاركة ستة لاعبين غير سعوديين بمن فيهم حارس المرمى، إذ إن الأمر ليس كمثيله من القرارات فهو فارق، بالتالي فإن التعليق عليه أو نقده أيضا لابد له أن يتخلى عن كل القواعد السابقة التي كان يرتكز عليها.
كصحفي، لا أرى أنني ملزم بأن أكون مع أو ضد مثل هذه الخطوة، فالقرار اتخذه مجلس إدارة الاتحاد، ومن يفترض أن يوافق عليه أو يرفضه هي الأندية التي في الأساس تمثل غالبية أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد، وفي مجموعهم يمثلون اتحاد الكرة، الذي يتولى كل شؤون اللعبة وتقع عليهم جميعا مسؤولية التنظيم والتخطيط والتطوير والممارسة والصرف المالي، ومايتبقى لمن مثلي هو المراقبة والرصد والتعليق على ماسيجري فيما بعد.
أما إذا أردت أن أعلق على القرار كقرار وقبل سريان التنفيذ، فإنني أرى أنه يهدف إلى تحول جذري في طبيعة الدوري من منتج هواة إلى منتج محترفين، تتغير معه كل قواعد لعبة المنافسة وجميع أطرافها والمشاركين في صنعها، وهنا يبرز السؤال عن الخطط والآليات والأدوات الجاهزة لتحويل القرار إلى فعل تتوفر له الظروف والإمكانات اللازمة واللوائح والقرارات التي تحميه، وتلك مسؤولية المشرعين وكفاءة أجهزة التنفيذ والإشراف.
ما الذي يمكن للأندية أن تقوم به من عمل لاستثمار فرصة دعم قوتها الذي منحه إياها السماح بجلب ستة لاعبين من كل العالم لتعزيز ترسانتها الفنية؟ كذلك ماهي الأفكار والخطط التي يمكن أن تقلل بها من مخاطر هذا القرار سواء على الصعيد الفني أو المالي أو الاستقرار النفسي لعناصرها التي ستتحسس الخطر الذي قد يلحق بها من المنافسين الجدد على كل المراكز في الميدان وصولا إلى كراسي التفاوض عند التعاقدات؟.
نعم القرار محفوف بالمخاطر، لكن لابد من التأكيد من صانعيه على أنه تجربة يرجى لها النجاح ويمكن أن تمنى بالفشل، والأمر خاضع للتقييم، هذا سيجعل الموضوعيين من النقاد يتشجعون على السير مع مراحله خطوة خطوة دون استعجال في الحكم، أما رافضوه من حيث المبدأ لابد من عذرهم، فالقرار جاء دون تمهيد لقبوله ولا تفصيل أو توصيف مقنع لهضمه، وتلك من العيوب البارزة لمجلس إدارة الاتحاد التي ظهرت في أكثر من حالة، مع خلط مضر بين السرعة والتسرع في اتخاذ القرارات والبيانات أو التعليقات الصحفية.
إذا وظفت الأندية الفكرة (القرار) بامتياز فهذا يعني أن نقلة فنية تنافسية سيشهدها الدوري، يتبعها تزايد في الحضور الجماهيري وبالضرورة رفع القيمة السوقية له، بحيث سيتبعه رفع المداخيل في التذاكر والنقل التلفزيوني والإعلان والرعاية، سيتحول الدوري إلى منتج ترفيهي عالي الجودة، لكن البعض في وسط ذلك سيطرح أسئلة مهمة لابد من أن تجد من يجيب عليها منها: مانصيب المستوى الفني للكرة السعودية من كل ذلك؟ وهل ستكون الملاعب السعوية لصناعة وتطوير اللاعبين غير السعوديين؟ وما مصير النجم السعودي ......يتبع.