الهلال دائما أزرق
استغرب بعض المحليين المستوى المبهر الذي ظهر به الهلال في مباراته الأولى في البطولة العربية، رغم أنه يفتقد لكل نجومه ولا يشارك بأي لاعب أجنبي. استغربوا أكثر عندما رفض لاعبو الهلال وصفهم بالصف الثاني، مصرين على أنهم يشاركون باسم الهلال وسيقدمون ما يليق بالهلال.
هناك ثقافة متوارثة في نادي الهلال تجعل ما حصل منطقيًّا ومبررًا، فاللاعب عندما ينضم للهلال في درجة الناشئين أو الشباب، فإنه لا يٌعطى قميصًا أزرق فقط، بل يتغذى وينشأ على طريق تفكير تهيئه ليكون نجمًا في المستقبل.
أول ملامح طريقة التفكير التي تُغرس في الأزرق الصغير وتجعله يثق في نفسه بأنه قادر على اللعب في الفريق الأول، حتى لو كان في درجة الشباب أو حتى الناشئين. محمد التمياط وفيصل أبو ثنين وسامي الجابر وخالد التيماوي وفهد الغشيان من الأمثلة الحية التي تعطي نجوم المستقبل الأمل في المشاركة مبكرًا، بشرط أن يملك الموهبة والشخصية.
شيء آخر يسمعه اللاعب الشاب في الفئات السنية باستمرار، هو أنه يجلس الآن في مقعد أحد نجوم الكرة السعودية. فيوسف الثنيان وسعد مبارك والمصيبيح وغيرهم بدؤوا من هنا؛ ما يغرس الطموح اللامحدود في قلب اللاعب ويجعله يرتفع لمستوى الحدث.
أما النقطة التي تجعل اللاعب الواعد يقاتل ويحترق في الملعب، فهي أنه يمثل الهلال بتاريخه وبطولاته وجماهيره. ففكرة تمثيل الهلال وحدها تعطي اللاعب الحافز والرغبة الجامحة للمساهمة في كتابة تاريخ جديد يليق بالهلال، فكل جيل هلالي يعرف أنه امتداد لأجيال صنعت تاريخ الهلال ولا يريد أن يكون أقل ممن سبقوه.