زحمة اللاعبين كلفة أم عوائد
استثمار الفرق الأولمبية أو ما دون لا يكون بالجملة، أو أنه لا يمكن لها في الأصل أن يكون كذلك، المنتخبات والأندية تستخرج في كل موجة نجاح لهذه الفئة العمرية لاعبًا أو اثنين فقط يمكن لهما أن يستمرا في الملاعب، وشواهد ذلك كثيرة.
هناك نقاد يقولون عبارات مكرورة في إطار الحث على استثمار الفريق الأولمبي دون تمييز، ويضغطون على إدارات الأندية في اتجاه ضرورة المحافظة على هذا الفريق أو النجم الصاعد، دون تحسب للعوامل التي ساهمت في الصناعة وساهمت في النجاح، وإذا ما كان منطقيًّا الإبقاء على من فاجأك بنجاح غير متوقع أو مضمون.
الاستمرارية على حساب من هو مستمر في تحقيقه ولا يزال؟!.
أساليب الاستثمار في المواهب متعددة، ليس بالضرورة أن يكون أحدها شغر خانة في الفريق الأول، ولا يعني تسريح الموهبة في ظرف حتم على إدارة النادي فعل ذلك، إنه خطأ لا يغفر لها حتى إن وجد هذا اللاعب نفسه في ناد آخر، أو صار نجم النجوم، ففي ملاعب العالم من أبصرت موهبته النور في ناد وصقله آخر، واستفاد من موهبته ناد ثالث، لا أحد يمكن له الجزم بمستقبل لاعب مهما كانت موهبته ظاهرة للعيان؛ ففي طريقه سكك وفي عالمه الخاص حكايات قد تحد من تدفق عطائه أو تعطل موهبته كليًّا، القليل القليل من ينجح وكان أحد قد توقع له ذلك.
الذين يتهمون الأندية والمنتخبات بعدم الاستفادة من مجاميع الأولمبي والفئات العمرية الأخرى لا يقولون ذلك إلا في مناسبة مشاركة لهؤلاء حظيت بالتوفيق، لكنهم لا يعلمون عنهم شيئًا قبل ذلك أو بعده، وآخرون ممن يروجون لفكرة استثمار المواهب الصاعدة وهو توجه سليم، لكنه لا يقال في الوقت المناسب هم أنفسهم من يرمونهم وراء ظهورهم من خلال لهاثهم خلف النجوم الكبيرة تبجيلاً ودفاعًا، ولا يقرون مشاركة المواهب الجديدة خشية أن يتسببوا في ضرر فني يلحق بالأندية التي يناصرونها!
هم أنفسهم الذين يطالبون بدعم المدرب المحلي، لكن في غير أنديتهم، والحكم المحلي إذا وافق هواهم، ولزوم منح الفرصة لجميع اللاعبين في المنتخبات والاستقرار على التشكيل في النادي، ووصف أي عمل إداري روتيني بالتدخل في عمل المدرب أو فرض أسماء وتجريم ذلك إن كان في المنتخب، وعلى عكسه مطالبة رئيس النادي بإنقاذ النادي من تخبطات المدرب وضرورة التدخل لإنقاذ الموقف، أو معاقبة لاعب المنتخب انضباطيًّا والتستر على لاعب النادي إلى آخر هذه الصور المتضادة.
الأندية وفي حال استمرار السماح بإشراك ستة أجانب مطالبة، بوضع خطط استثمار لعناصرها الأولمبية وغيرها تحدد ما إذا كان من المفيد رعاية اللاعب للاستفادة منه في الفريق، وكم موسم يمكن الصبر عليه ليثبت أحقيته بالمشاركة أو إعارته أو بيع عقده أو تسريحه "سوق ومؤشر" يتولاه متعددو المعارف والمهارات والتخصصات والخبرات، يمكن أن يكون مصدرًا يزود النادي باللاعبين أو المال أو كليهما، أو يقلل من كلفة رعاية من لا لزوم لهم، وسيكون من الجيد فعل ذلك، ولو من وجهة نظر استثمارية صرفة.