الحُب.. الماء
(١)
الحب.. وما أدراك ما الحب..؟!
بحر يختبئ في كأس.. وسمكة تستنشق الماء المالح، ثم تعطس النهر.. وكرسي على الرمل يتهجأ بلل المنشفة.. وموجة تنفض الغرق عن «بيجامتها» الزرقاء قبل أن تقفز على سرير اليابسة.
(٢)
الحب وما أدراك ما الحب..؟!
«عرس» الذين لم يخلقوا بعد.. و«كرنفال» الناجين من خِضمّ الفأل السيئ.. و«حفلة» المُعَلقين من أفواههم في أغصان شجرة لا تموت.. و«رقصة» المنهكين من ماراثون الحزن الطويل، و«أغنية» الساكت عن الحب، كإنسان يُغرسُ في النور ولا يُغرس.
(٣)
.. وما الجليدُ سوى «ماء نائم»، إن أيقظته الشمس، صعدت روحه إلى السماء، وتولت الأرض مهمة إخفاء جسده..
لكن بعض جلده يبقى ظاهرًا على السطح؛ لتتذكر اليابسة أنها جثمان ماء «جَفّ»!
.. وما الحب سوى «ماء لا ينام».
(٤)
قالت: أنت بالنسبة لي مثل «الماء».. ثم ابتَسَمتْ!
أومأتُ برأسي، ومضيت.. وأنا في الطريق، تذكرت أنه لا طعم للماء، ولا لون، ولا رائحة.. فسألت نفسي: هل هذا مديح، أم شتيمة؟!
وأجبتها: إنها تحبني فقط حين يهزمها الجفاف.
(٥)
تعلمت من الحب أوجاعًا كثيرة.. البكاء أقلّها.
تعلمت منه أيضًا أن أمارسه في حضرة العقل، رغم أنه لم يغب أبدًا.
(٦)
حين تحتقر «شخصًا ما».. فإنك لا تستطيع أن تحبه حتى لو أردت ذلك.. هذا الحاجز لا يمكن قفزه، وإن فعلت فإن أشياء كثيرة ستتكسر، وستتمزق فيك حتى الموت!.
(٧)
كنت أظن ـ وكل الظن إثم ـ أن اقتسام الجرح يتيح الحب..
كانت تظن ـ وبعض الظن إثم ـ أن اقتسام الأسرار يتيح الجرح.. وبين ظنها وظني مرق حزن شقي الألم، أماطها عن قلبي، وأسكنني فسيح أنّاته.
(٨)
تبدأ الحياة من قلب امرأة مدربة على هزيمة الآخرين.. ويبدأ الموت في قلب المرأة ذاتها.
(٩)
لا تأخذي كل أشيائكِ من قلبي حين تقررين الغياب.. اتركي فيه ما يكون مبررًا لعودتك مرة أخرى، اتركي فيه ما يكفي لتجفيف بكائك على الأقل.
(١٠)
لن أغلق باب قلبي في وجهك.. لكنني لن أسمح لك بالدخول، يمكنك الانتظار خارجًا حتى تحين ساعة العفو عنك.. وربما لا تدور عقارب هذه الساعة أبدًا.. أبدًا.