عبدالرحمن بن صفيان
رجل من رجالات هذه الدولة الفتية علمت عنه بالصدفة وكنت أرى معرفتي وقراءاتي واهتماماتي كإعلامي وموظف حكومي وأكاديمي برجالات الوطن والمتميزين فيه ولمت نفسي كثيرا كيف لم أتعرف على هذا الرجل إلا قبل أيام. إنه الشاعر الكبير عبدالرحمن بن سعد بن محمد الصفيان المولود سنة 1327 في الدرعية والمتوفي عليه رحمة الله في الثالث من شهر شوال 1412 ولأنني من محبي العرضة السعودية واجتهد في أدائها رغم أنني لم أتعلمها من أحد فلقد كنت دائما أردد قصيدة:
نحمد الله جت على ما تمنى
من ولي العرش جزل الوهايب
دون أن أعرف قائلها. لتأتي المعلومة بالصدفة من أبن أخ الشاعر مشعل بن ناصر الصفيان وأجدني أسعد كثيرا أن عرفت المعلومة وفي نفس الوقت ألوم نفسي في التقصير في الوفاء لهذا الرجل العظيم معرفيا وإعلاميا حيث صدر له مؤخرا ديوان أشعاره المتنوعه (نحمد الله) ويحتوي على بعض أخباره ومواقفه بجهد لابأس به من ابنه محمد بن عبد الرحمن وقدم للكتاب الأديب عبدالله بن خميس قائلا (عبدالرحمن بن صفيان من أنبه الرجال وأحرصهم على الكرم ومكارم الأخلاق والشجاعة والمروءة وحسن الذكر. يحفظ الشعر ويقرضه ويصطفي منه كل لائق ورائق ويحسن إيراده كما يحسن الاستماع إلى جيده. لاتفارق الابتسامة شفته ولايعزب الانطلاق عن محياه) وهذه الأخيرة أشهدها في كل من عرفت وتعاملت من عائلة آل صفيان حيث البشاشة وطلاقة المحيا والكرم والابتسامة. وعرضة الشاعر ابن صفيان الشهيرة (نحمد الله) قالها أثناء حرب الوديعة في اليمن سنة 1389 وفيها يقول:
نحمد الله جت على ما تمنى
من ولي العرش جزل الوهايب
خبر اللي طامع في وطنا
دونها نثنى إلى جا الطلايب
ياهبيل الرأي وين أنت وأنا
تحسب أن الحرب نهب القرايب
واجد اللي قبلكم قد تمنى
حربنا لي راح عايف وتايب
كلمات في العزة والكرامة والشجاعة والحماسة يهتز لها الوجدان ويرددها ابن هذا الوطن العظيم بكل ألوان الانفعال الوطني الصادق المحب لهذا الدين ولهذا الوطن الخادم للدين لما يعز من مكانته ويعلي من شأنه.
أتمنى من دارة الملك عبدالعزيز سد النقص الحاصل من وزارة التربية والتعليم في إصدار كتاب منهجي يقرر في إحدى المراحل الدراسية عن ترجمة ذاتيه لقرابة المئة من رجالات الدولة السعودية الحديثة التي أرسى دعائمها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه لأن الوزارة أثقلت الطلاب بالكم الهائل من معلومات الحفظ والتلقين السردي البعيد عن الواقع الذي لابد أن يعرفه الطلاب عن وطنهم. وأتمنى تسمية مدرسة في كل منطقة من مناطق المملكة باسم الشاعر عبدالرحمن بن صفيان والتعريف بجهده ونشاطه ونحمد الله جت على ماتمنى.
الآن عرفت المبدع قائل هذا الكلام العظيم وشكرا لمجلة المختلف التي قرأت بعض هذه المعلومات منها.