2008-10-18 | 10:00 مقالات

هدف (متعب) أحبط مفاجأة الأهلي

مشاركة الخبر      

جسد المهاجم المصري عماد متعب.. وهو من مواليد منطقة الجزاء والمحترف في صفوف الاتحاد في لقاء أمس الجماهيري مقولة الهداف عملة نادرة، وذلك بتسجيله هدف الفوز لفريقه في الوقت بدل الضائع، بعد أن أدرك الأهلي التعادل بواسطة معتز الموسى، الذي جاء رداً على هدف السبق الاتحادي الذي سجله المغربي هشام بوشروان. وجاء هدف عماد متعب الصعب والقاتل في مرمى حارس الأهلي المتألق ياسر المسيليم رداً ساخناً على مدرب الاتحاد الأرجنتيني كالديرون، الذي قدم خدمة مجانية للأهلي أمس باحتفاظه شوطاً ونصف بالمهاجم متعب على دكة البدلاء على حساب لاعبين أقل خبرة في مثل هذه المباريات الجماهيرية، وما يقال عن احتفاظ كالديرون بعماد متعب ينسحب على احتفاظه بصانع الألعاب مناف أبوشقير معظم فترات المباراة، في الوقت الذي لم يكن محمد نور حاضراً بمستواه المتميز في مباراة أمس. وجاء عقاباً على مدرب الأهلي مالدينوف الذي لم يقتنع بالتعادل المنطقي بهدف مع فريق قوي مثل الاتحاد يملك مفاتيح لعب في جميع الاتجاهات، وطمع أكثر من اللازم في الفوز على الاتحاد، وكاد أن يتحقق له ذلك لولا أن العارضة تصدت لكرة هاريسون العرضية، وتدخل المنتشري بكل خبرته في إبعاد كرة عرضية كانت في طريقها لحسن الراهب أمام المرمى الاتحادي المكشوف، وهذا لايمنع بأن مدرب الأهلي بالفعل طمع ولم يدرك خطورة الهجمات الاتحادية المرتدة التي ظهرت خطورتها في الدقائق القاتلة العرضية منها وفي العمق، وأكبر دليل أن مدرب الأهلي طمع في المباراة من خلال تغييرات هجومية بإشراك قودوين على حساب الخراشي، وإخراج صاحب الهدف معتز الموسى الذي كان في قمة روحه المعنوية، وأشرك تركي الثقفي الذي كان بعيداً عن جو المباراة.
وبعيداً عن النتيجة، فإن فوز الاتحاد بالمباراة كان متوقعاً من قبل المباراة لاعتبارات فنية واضحة ومكشوفة منحت الاتحاد الترشيحات الكبرى، خاصة أن الأهلي يفتقد لخدمات مهاجمه المؤثر والفعال مالك معاذ، وظهرت رهبة المباراة أمس كثيراً على حسن الراهب وبدر الخراشي الذي انفرد في الشوط الأول ولم يوفق في التسجيل من كرة انفرادية، وكانت الفرصة أمامه متاحة لكسب ضربة جزاء بعد تدخل كريري على قدمه من الخلف.
إن فوز الاتحاد أمس بالنتيجة لايعني أن الأهلي كان سيئاً، بالعكس فالأهلي قدم واحدة من أجمل مبارياته وحتى أجمل من مستواه أمام الهلال، والأجمل أن الروح الرياضية سيطرت على أجواء المباراة، واستمتع الجمهور والنقاد بالأداء المفتوح من الفريقين، ونجح طاقم التحكيم الإيطالي بقيادة كريستان في السيطرة على كل صغيرة وكبيرة خلال التسعين دقيقة، وإن كان يحسب ضده بأنه بالغ في احتساب الوقت بدل الضائع، الذي غير فيه عماد متعب لون وشكل المباراة من تعادل عادل إلى فوز اتحادي لن أقول عنه إلا أنه مستحق، ورحم الله المعلق المصري الشهير الكابتن لطيف عندما كان يردد عباراته الشهيرة (الكرة أجوال)، ولم نسمع في يوم ما أن فريقاً معيناً هزم فريقاً آخر بخمس فرص ضائعة مقابل ثلاث فرص، وإذا لم تسجل أهدافاً فإن عليك أن تنتظر الأهداف في مرماك.
باختصار كان من الممكن أن يكون الاتحاد أفضل من وضعه يوم أمس لو أن كالديرون لعب بكل أوراقه القوية مبكراً، وبعد مباراة أمس يحق لي أن أقول بأن النيجيري قودوين ليس إلا مقلباً ساخناً شربه الأهلي، ومع احترامي للكرة السودانية فإنني سأكون هدافاً للدوري السوداني لو لعبت فيه.