هل يتجاوز النصر الضغوط النفسية؟
لا أحد ينكر أن للعولمة تأثيراتها وفلسفتها وقيمها التي غلفت النظم الاجتماعية بغلاف يصعب مقاومته حتى أنها غيرت من الرياضة وقيمها فجعلت منها نظاما اجتماعيا أكثر ديناميكية وحيوية فأصبحت الرياضة التنافسية هي الواجهة الأساسية حتى أصبحت واجهة للشعوب وواحدة من أهم معايير تقدم الدول ونهضتها بل ظل الفوز والحصول على الصدارة هو المقصد الوحيد من الرياضة ذات المستويات العليا وفي أنديتنا الرياضية المنتشرة في أنحاء المملكة.. لم نعد نرى أهمية لارتياد النادي من قبل الشباب أو غيرهم من أجل الممارسة العادية للترفيه أو من أجل الصحة فقط بل أن النادي أصبح للمتميزين والقادرين على تحقيق الإنجازات والفوز وبالتالي أصبحت كرة القدم في أنديتنا على اعتبار أنها الرياضة الشعبية الأولى والمقياس الحقيقي لتقدم أي ناد ونجاحه هي الطاغية على الأنشطة ومصدر تأثير قوي على المشجعين ومحبي النادي فبرزت مؤخرا رايات وأعلام الأندية تكسو المدرجات وتظهر أكثر عند الفوز حيث يتقلدونه ويتغنى به الجمهور ويرقص في الشوارع طربا وتتهافت الكاميرات والإعلام بأنواعه ليسجل الفوز وتأثيراته على محب هذا النادي الفائز وبالذات عندما يكون على المنافس فتغلغلت كرة القدم داخل الإطار الثقافي للمجتمع وأصبح تأثيرها قويا على الحالة النفسية للمشجعين ويلاحظ ذلك على الحالة النفسية الاجتماعية التي تسيطر على الشباب الرياضي السعودي بكافة مستوياته بل وأعماره أثناء وبعد المباريات في دوري زين. وأرى من وجهة نظر شخصية أن الإعلام الرياضي ساهم في تكوين هذه الحالة وجلب حالة القلق لأنصار الفريق الذي لم يحقق الانتصارات إنه موضوع يستحق الدراسة فعلا وقس على ذلك مثلا ما يمر به الفريق النصراوي بحكم مكانته محليا من هبوط وترد في المستوى العام لفريق كرة القدم خلال الجولات الماضية وتعرضه لانتقادات لاذعة قد تؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية لهم في المستقبل بل والتأثير على أنصار الفريق للتقليل من شأن من نذروا أنفسهم ومالهم ووقتهم وجهدهم من أجل مصلحة النادي، أعني مجلس الإدارة ولأن الرياضة تؤثر في نفسيات وآراء المتابعين فلعل من المناسب أن يقوم الإعلام بشكل عام بتعديل خطابه سواء مع الأندية أو مع مشاركات المنتخب القادمة وأن يدركوا بأن الكل يتابع ويقرأ ويلاحظ ، والخطر قد يكون على تنشئة الصغار على الحب والكره والتشجيع المتعصب لأن الرياضة قد تكون أحد المداخل الأساسية المتاحة للطفل للتربية فهم يتابعون كالكبار والاهتمام بهم وعقلياتهم ونفسياتهم في هذا السن مهم فهم مستقبل الأمة وتنشئتهم من الصغر على الإنتاج والتنمية والانتماء والدفاع عن الوطن وتقبل الفوز والخسارة هو العائد الأساسي من الرياضة ومتابعتها.