وداعاً سلطان الخير
عزت العناية اللاهية إلا أن تغيب ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز.. بعد عمر حافل بالخير والعطاء، لقد طال فضله (رحمه الله) القاصي والداني، حيث ظل سباقا للخير.. فبارك الله في عمله وجعل ما قدمه في ميزان حسناته، لقد كان لي الشرف بالعمل في سلك التعليم بوزارة الدفاع والطيران منذ عام 1401هـ.. حتى انتقلت للعمل بالإشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم عام 1421هـ، وقد كانت مدارس الأبناء مدارس نموذجية ومتكاملة من جميع النواحي.. من خلال توفر الأدوات والأجهزة الرياضية والصالات الرياضية متعددة الأغراض والمسارح والميزانيات المناسبة التي تعزز ممارسة الأنشطة المختلفة، فهي بيئة تربوية جاذبة للتعليم بما تعنيه الكلمة، حيث وجه رحمه الله بأن تتضمن كل مدينة عسكرية المدارس والأندية الرياضية وعلى أعلى مستوى من المواصفات، والتي كانت العون بعد الله سبحانه وتعالى في تميز خريجي أبناء الدفاع في مختلف المناطق، وهو ما يفتخر به منسوبو القوات المسلحة، وأذكر أن نشاط وحفلات مدارس الأبناء يترقبها كل منتم للتربية والتعليم ومحل تقدير أولياء الأمور، وعملت لمدة ثلاث سنوات منسقا للبرامج ومستشار رياضيا في القوات البرية تحت إشراف الرجل الرياضي العسكري المتمكن اللواء سعيد بن مرزوق الحارثي، والذي عين فيما بعد مديرا للشؤون الرياضية للقوات المسلحة، فشكلنا ثنائيا متميزا للعمل النوعي لتطوير العمل الرياضي بها وبدعم الكفاءات الموجودة المتميزة أيضا، وتقدمنا بمذكرة لتطوير ميزانية الشؤون الرياضية بالقوات البرية والتي كان يصرف لها مليون ريال، فوجه بالموافقة لوزير المالية باعتماد ماتم اقتراحه من رفع الميزانية إلى ستة ملايين ريال.. لقناعته بالرياضة ودورها في رفع كفاءة الرجل العسكري، وتحقق كثير من تلك الأهداف بدعمه (رحمه الله)، وكان حريصاً على حضور كل مناسبة رياضية، فيقام أولمبياد رياضي سنوي بين القوات الأربع (البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي) وفي جميع الألعاب الرياضية تحت رعايته، ووافق (رحمه الله) على ترشيح رائد رياضي في كل لواء من خريجي كليات التربية البدنية والرياضة للعمل في القوات المسلحة، لقد أصبح التعليم والرياضة علامة بارزة في القوات المسلحة، فأفضل العدائين وأصحاب الإنجازات الرياضية في الألعاب الفردية كالرماية ورفع الأثقال والجودو والتايكوندو والكاراتيه والمصارعة والقفز والوثب من أبطال القوات المسلحة، أبطال متميزون لهم إنجازاتهم العالمية.. صنعتهم القوات المسلحة. وقد وافق (رحمه الله) على اعتماد الحوافز للمتميزين رياضيا.. كأول قطاع يعتمد حوافز تشجيعية للبارزين والمميزين رياضيا.. كمن يحصل على إنجاز رياضي للملكة أو تحطيم رقم على مستوى المملكة أو على المستوى الخليجي والعربي والدولي، يستقبلهم ويكافئهم بمبالغ مالية مجزية وأنواط ورتب عسكرية.. رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك الفردوس.