منتدى ريادة الأعمال منظومة تدريب بعيداً عن الرياضة
تتمثل قدرة أي دولة في استثمار مواردها وتنمية قدراتها بكفاءة عالية على قدر ما تتمتع به من ثروة بشرية علمية وفنية متخصصة ومدربة في كافة نواحي الأداء الإنتاجي حتى تحقق أهدافها، وكطبيعة القدرات البشرية فإنها تحتاج إلى برامج تدريبية وتثقيفية مستمرة ومتدرجة ومتصلة حتى تتوافق مع المتغيرات الحديثة. والتدريب الذي أعنيه في هذا الجانب هو الحصول على معارف ومهارات وخبرات وأفكار جديدة في المجال، وقد كان لي شرف المشاركة في منتدى التنافسية الدولي الذي اختتم أمس الثلاثاء بالرياض برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله تحت عنوان “ تنافسية ريادة الأعمال “ بصفة تمثيل شركة الرياض التعليمية التي اختيرت إحدى مدارسها (علوم الرياض) ضمن أفضل (100) شركة ناشئة، وسرني مستوى التنظيم الرائع والاحترافي لفعاليات المنتدى الذي ظهر بمستوى يليق بالمملكة وشبابها، والشيء الجميل الذي يسجل للمنتدى هو توفيق اللجنة المنظمة في اختيار عنوان اللقاء الذي يركز على أهمية فكر وأساليب ريادة الأعمال في رفع تنافسية الاقتصاد الوطني وفي تطوير أداء القطاعين الحكومي والخاص والتعاون والمبادرات المشتركة بينهما، وأهمية استغلال الفرص ومواهب الشباب القادر في مختلف المجالات، وتحويل الباحثين عن عمل إلى أرباب أعمال ومستثمرين يقومون بتوفير وظائف لهم ولغيرهم من أبناء وبنات الوطن. وكذلك ترشيح المتحدثين وانتقائهم من مختلف دول العالم ومن خيرة رواد الأعمال وكبار المفكرين في هذا المجال وتنوعهم من الجنسين، وبمشاركة عدد من القيادات الوطنية المشهود لها بالكفاءة والتميز لما قدموه من عطاءات، حيث طرحوا رؤىً اقتصادية وفكرية حول تنافسية ريادة الأعمال من خلال 35 حلقة نقاش وورش عمل، وللنظام الجيد في إقامة الجلسات على شكل ورش العمل التفاعلية الذي أعطى الفرصة للمشاركين والحضور للتواصل بشكل فعال مع المتحدثين “ ومن وجهة نظر شخصية لأول مرة أرى منتدى علمياً أو تربوياً أو اقتصادياً يحظى بحضور مكثف والتزام وانضباط داخل القاعات المخصصة كما شاهدته في هذا المنتدى، وقد لايجد البعض مكانا في بعض الورش والمحاضرات، ويبدو أن رجال الأعمال قد تخصصوا في استثمار الوقت أيضا فيما يفيد، فلم يعد لديهم وقت إلا للجد والعمل المنظم، ونجحت الإدارة العلمية للمنتدى في إدارة أوراق العمل والورش وتقديم المشاركين من خلال عدم تفويت أي صغيرة أوكبيرة قد تؤثر على المنتدى.والشيء اللافت أن الحضور والمشاركين فعلا هم من رجال الأعمال الشباب المتعلمين والمؤهلين علميا المتطلعين لخوض العمل بكل كفاءة، ورغم أن لغة المؤتمر الانجليزية إلا أنها لم تكن عائقا أمام الجميع الذين تسلحوا بالعلم والعمل، والشيء المستغرب هو غياب الرياضيين المختصين في المجال الرياضي، فلم يشارك أي من رجال الأعمال المتخصصين في مجال الشباب والرياضة كوكلاء اللاعبين أو المعنيين بالاستثمار الرياضي للاستفادة من المحاضرات وورش العمل والالتقاء مع الخبراء المختصين في المجالات المتعددة، حيث فوتوا فرصة أراها نادرة لأن ما قدم من فكر جديد وجريء في الطرح لا يختص بمجال دون غيره، فهنيئا للجنة المنظمة هذا التميز في التنظيم والإدارة وللمشاركين تفاعلهم ولوالدنا خادم الحرمين الشريفين دوام الصحة والعافية والتوفيق والسداد على رعايته واهتمامه بأبنائه كل في مجاله.