2014-06-08 | 07:32 مقالات

رسالة (سامي) الأخيرة

مشاركة الخبر      

وهي ليست إلى سيف (دولة بني هلال) على طريقة رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة فهي ليست رسالة عتب لشخص بذاته بقدر ما هي رسالة محبة وإن رأى البعض أنها للهلاليين فهي في الواقع رسالة للمجتمع الرياضي في عمومه.

كيف يجب أن يكون المنتمي لهذا الوسط وكيف يغادره؟ بصورة مؤقتة أو دائمة.

وكيف يكون بعد ذلك؟

في رسائله الأخيرة سواء عبر تغريداته لزملائه اللاعبين والجماهير الهلالية أو حواره في برنامج صدى الملاعب مع مصطفى الآغا الذي حاول بذكائه وبما يتطلبه البرنامج أن يأخذه إلى المناطق الخطرة لكن سامي كان أكثر ذكاء أثبت أن سامي المدرب هو إمتداد لسامي اللاعب وسامي الإداري بثقافته وذكائه وتعامله مع الآخر ولا أعتقد بل أكاد أجزم أن الكرة السعودية لم تشهد مثل سامي مر بهذه المراحل ونجح فيها جميعها.

نجح كلاعب في قيادة الهلال لمنصات التتويج واشتهر بأنه لاعب حسم وكإداري قاده للعديد من النجاحات.

وفي قيادة المنتخب على المستوى الخليجي والقاري والدولي وسجل حضوره في المونديال ضمن قلة من نجوم العالم شاركوا فيه 4 مرات وسجلوا في 3 منها

وأجمع كل المدربين الذين مروا عليه أنه عين المدرب في الملعب وعامل نجاح له في تنفيذ خططه وبرامجه.

ونجح كمدرب وطني وإن لم يحقق أي بطولة لأنه لم يعط الوقت الكافي لذلك ولأن البطولات لم تكن يوما هي مقياس النجاح بقدر ما يرتبط بصناعة فريق له شخصيته ويتنامى عطاؤه طرديا مع مرورالمباريات.

ولا أعتقد أن هناك من يشكك في قدرات سامي الجابر ونجاحاته، ولكن هناك من لا يريد أن يعترف بذلك لسبب أو لآخر لأن هؤلاء لا يريدون أن يعترفوا بأن (لكل زمان دولة ورجال) كما قلت في زاوية أمس.

حتى الذين صوتوا لإبعاده عن تدريب الهلال لم يكن لديهم الدليل المقنع فالمهم ألا يستمر وليس المهم لماذا لا يستمر؟

سامي كغيره من النجوم واجه الكثيرمن المواقف حتى من داخل بيته الهلالي ومن أقرب الناس إليه وهنا كانت الصعوبة في التعامل مع هذه المواقف وهو ما لم يواجهه نجوم آخرون على الأقل من داخل بيوتهم التي ينتمون إليها رياضيا.

ما حصل لسامي طوال تأريخه وفي فترته التدريبية وطريقة الاستغناء عنه تعطيه الحق أن يتحدث بصراحة ووضوح دفاعا عن نفسه ولن يلام على ذلك وكان كثيرون ينتظرون منه وآخرون يتخوفون لكن سامي أثبت أنه أكبر من هؤلاء جميعا.

كان دبلوماسيا في إجاباته وذكيا في رسائله

أدرك أن (البيت الهلالي) يختلف عليه من الداخل

وأن هناك من يحاول (زعزعته) من الخارج

وأنه (الأداة) التي يستخدمها هؤلاء وأولئك.

فرضي أن يكون (كبش) الفداء

و(صمته) ثمنا للحفاظ عل تضامن البيت الهلالي ووحدته.

خاطب زملاءه اللاعبين

وخاطب جماهير ناديه

وخاطب رئاسة النادي

وخاطب أعضاء الشرف

كل بطريقته وبمقامه وبلغته التي يفهمها

كان مضمون الرسالة واحدا (الكيانات تبقى والأفراد راحلون)

داعيا إياهم للمحافظة على الهلال ككيان، مثمناً تقديرهم لسامي رغم ما في الحلق من غصة لم يكد يخفيها.

وعفا عن الآخرين وتسامح.

(وإذا كانت النفوس كبارا ... تعبت في مرادها الأجسام)

لم تكن رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة لكنها كانت رسالة سامي إلى المجتمع الرياضي.

نلتقي بعد عيد الفطر إن شاء الله

إجازة سعيدة وكل عام وأنتم بخير،،،

والله من وراء القصد،،