للتاريخ محمد رمضان
(أبومريم) وهذه كنيته التي اشتهر بها حتى طغت على اسمه الحقيقي وعندما حضر محمود بعد انتظار وما حظي به من دعم لوجستي ظل (مريم) أشهر اسم أنثوي في المجتمع الرياضي لأنه وحسب تعبير والده (جاء في الوقت بدل الضائع)
والنكتة والعفوية جزء من تركيبة محمد رمضان حتى في أحلك الظروف وكثيرا ما كانت تضعه في مواقف محرجة.
ويقول عن نفسه:
(أنا الوحيد الذي لديه صك يثبت أنه مسلم وبشهود على ذلك).
في بداية حياته درس في الكتاب وفي الحرم المكي وقرأ القرآن وواصل دراسته في العلوم السياسية بكلية التجارة بجامعة الملك سعود وكان من أوائل خريجيها وعمل في مجلس الوزراء بداية حياته لكن هوايته وعشقه للرياضة جعلته يهجر السياسة وينخرط في الرياضة هواية وعملا فـ (توزر) زملاؤه المناصب و(توزر) (وزرة) الرياضة.
اكتسب ثقافة دينية انعكست على بلاغته اللغوية أحرجته عند الإقتباس ممن لايعون ذلك ويخطئون الآخرين دون استناد على ثروة لغوية وثقافية.
في مباراة للمنتخب في أسياد بانكوك 1978 مررعيسى خليفة الكرة لشقيقه صالح فقال (سنشد عضدك بأخيك) وفي مباراة للأهلي أمام الهلال تلاعب دابو بالظهير الهلالي فقال (يطلعه صفا وينزله مروة) وهومثل مشهور في الحجاز وعندما لعب مارادونا مع الأرجنتين أمام الأهلي1984 قال يسمونه هناك (معبود الجماهير) واستثمر البعض هذه التعبيرات خاصة الأخيرة في تأليب التيار العام والديني ضده فتم إيقافه واستتابته وصدر له صك بذلك.
في خمسينيات القرن الميلادي الماضي كان الشعب العربي مولعاً بأم كلثوم، وكان الرمضان مولعا بشيخ المعلقين العرب الكابتن محمد لطيف وأحب التقليد من خلاله ومزجه بروحه المرحة فكان مدرسة مستقلة بذاتها وله بعض المصلحات الحصرية مثل (عسالي) وغيرها.
وإذا كان زاهد قدسي ـ رحمه الله ـ أول معلق رسمي من خلال نهائي كأس 1382هـ/1962م بين أهلي جدة وأهلي الرياض فإن الرمضان وحسب تأكيده هو أول معلق من خلال نهائي كأس الملك1377هـ/1957 بين الوحدة والاتحاد مستشهدا بمدير الإذاعة بابا طاهر ومقدمها بدر كريم والمخرج عبدالله باجسير الذي سجلها على أشرطة سينمائية وأهداها للأميرعبدالله الفيصل.
وعلق على النهائيات ومباريات المنتخب الودية ومن أشهرها مباراته مع تونس في الرياض وفاز فيها منتخبنا 4ـ0 وكتبت عنها هنا ذات مرة وتم توظيف تعليقه على أحد الأهداف في أغنية كروية لثلاثي الرياض آنذاك وعدد من المباريات الرسمية والبطولات القارية وكأس العالم.
تزاملنا لأول مرة في مونديال الأرجنتين1978 ثم سافرنا وإلتقينا كثيرا، يحمل في داخله قلب طفل و(اللي على قلبه يطلعه لسانه) ولذلك أتعبه القلب وكاد أن يهلكه اللسان في زمن عزت فيه الصراحة يدفعه حس وطني لايقبل المزايدة.
محمد عبدالرحمن رمضان أتم 8 عقود ونيف من عمره متعه الله بطاعته وختم له بالجنة له في كل شأن من شؤون الرياضة راية، فعمل سكرتيرا لنادي الهلال وحكما وإداريا ومعلقا وأمينا عاما لاتحاد اليد وصحفيا في جريدة البلاد السعودية في نهاية السبعينيات الهجرية (الخمسينيات الميلادية) وأول محرر رياضي في جريدة الرياض عند إنشائها 1385هـ/1965م.
هو الآن في بيته على كرسي متحرك بين أسرته التي أحبها وأحبته بعد إزالة 3 فقرات من الظهر وعملية قلب مفتوح رغم أن (قلبه مفتوح) للجميع وكلى وغيرها يذكرني بقصيدة البردوني:
ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي / مليحة عاشقاها السل والجرب
فماذا أحدث عن الرمضان مليح عشقته الأمراض وأضناه التعب.
والله من وراء القصد،،،