الاتحادات بانت من عصاريها
انتخاب أعضاء مجالس إدارات الاتحادات الرياضية لم يكن خيارا مفروضا من جهات خارجية كما يتصور البعض في فكرته وأساسه وإن كان كذلك انسجاما مع المنظومة الدولية ومتطلبات اللجنة الأولمبية الدولية لكنه كان أيضا خيارا محليا فرضته طبيعة المرحلة وإيقاع العصر.
والمطالبة بهذه الانتخابات ليست وليدة هذه المرحلة وأذكر أنني كتبت مقالا في جريدة الرياض (في منتصف الأسبوع) في بداياتي الصحفية عام 1397هـ / 1977م ضمن سلسلة مقالات عن وضع الاتحادات الرياضية طالبت فيه أن تكون مجالس إدارة الاتحادات الرياضية منتخبة كما طالب غيري في مراحل مختلفة.
وعندما تم إقرارها في دورة سابقة جاء انتخاب نصف الأعضاء وتعيين النصف ثم تم رفع نسبة المنتخبين إلى 70% من منطلق أن التجربة جديدة علينا وتحتاج لمزيد من النضج.
في العام الماضي وأثناء عملية انتخاب المجالس الحالية كتبت عدة مقالات عن الانتخابات ركزت فيها على نقطتين:
ـ ليس شرطاً أن الانتخاب يأتي بالأكفأ لكنه ضرورة تفرضها طبيعة المرحلة.
ـ أهمية أن يعالج التعيين سلبيات الانتخاب بحيث يكون العضو المعين على مستوى من الكفاءة لتعويض ذلك النقص.
والكفاءة هنا تشمل التخصص في مجال اللعبة أوالكفاءة الإدارية وفق متطلبات مجلس الإدارة.
وقبل أن أدخل في صلب الموضوع لابد أن أشير إلى أن هناك اتحادات أعطت تفاؤلا بالنجاح من خلال ماقدمته خلال الأشهرالماضية من عمل وانسجام بين الأعضاء بفضل الله ثم بفضل رئاسة هذه الاتحادات لكن بعضاً من هذه الاتحادات ـ وهذا صلب موضوعنا ـ تبين وبعد بضعة أشهر من بدء عملها الفعلي وللأسف أن التعيين لم يحقق الهدف ويبدو أن المجاملة كان لها دور فيه وأن الرسالة التي أرادتها القيادة الرياضية من جراء دمج الانتخاب والتعيين لم تصل لأعضاء هذه المجالس.
ولم يعد الخلاف بين الأعضاء المعينين والمنتخبين خافياً على المتابع بل ظهر على السطح وعبر وسائل الإعلام وكأن الاتحاد (كيكة) كل يريد أن ينهش من طرف ليحظى بأكبر قطعة منها.
قلت في مقالاتي السابقة عن الانتخابات إن العمل في الاتحادات الرياضية أمانة وليست بحثاً عن تحقيق الذات ويجب أن يدرك العضو أنه جاء لهذا المنصب ليخدم رياضة وطنه من خلاله وليكون على مستوى الثقة التي أولاه إياها الناخبون أوالقيادة الرياضية لكن ـ للأسف ـ فقد تبين أن بعض الاتحادات الرياضية لن تخدم اللعبة وستذهب ميزانية هذه الاتحادات هباء منثورا.
بعض هذه الاتحادات دب الخلاف بين الأعضاء المعينين والمنتخبين منذ الاجتماع الأول على المناصب واقتسام (الكيكة) و(ارتفعت العقل) بين الأعضاء وإذا كانت هذه هي ثقافة التفاهم بين أعضائه فكيف نأمل منهم تطويراللعبة ونشر الوعي بين المنتمين إليها وجماهيرها؟
الأعضاء المعينون في بعض الاتحادات استبدوا بكل شيء بالمناصب وبالسفريات وبرئاسة البعثات ويرون أنهم أصحاب الحق لأنهم معينون.
والأعضاء المنتخبون يرون أنهم الأحق لأنهم جاءوا بالانتخاب ويمثلون الأندية وهي القاعدة والأساس للعبة وبالتالي فهم الأحق والأولى بالمناصب واللجان والسفر مع البعثات.
هذه هي البداية و(ليالي العيد تبين من عصاريها) والشكاوى وصلت من الأعضاء إلى قمة الهرم الرياضي طلباً للإنصاف والنظر في الوضع.
وما لم يكن هناك تدخل عاجل من القيادة الرياضية ومن اللجنة الأولمبية في تعديل مسار بعض الاتحادات الرياضية فـ(كبروا المخدة) ولا تنتظروا نجاحاً لهذه الاتحادات.. وللحديث صلة.
والله من وراء القصد،،،