الأنديةواللاعب (البرتقالة)
في بطولة بيكو للشركات والمؤسسات التي تنظمها مجموعة قوة الأفكار وتقام مبارياتها هذه الأيام على ملعب الصائغ بالرياض وحضرت إحدى لياليها وتحدثت عنها أمس لفت نظري وجود نجوم مشهورين كانوا يلعبون للأندية بعضهم دوليون وهؤلاء إما يعملون لدى هذه الشركات أو تم الاستعانة بهم وهو ما يجيزه نظام البطولة وهي فكرة جيدة حيث تسهم في رفع مستواها الفني كما تشجع القطاعات على المشاركة إذ إن دعم فرقها بالنجوم من شأنه أن يساعدها على التفوق والتقدم في البطولة ولفت الأنظاروبالتالي تحقق مردودا إعلانيا أوتسويقيا جراء المشاركة وهو أحد أهدافها ومن هنا يفترض على القطاع الخاص الاشتراك في هذه البطولة ودعمها معنويا وماديا لأنه المستفيد في المحصلة النهائية.
وعودة للنجوم المشهورين فقد لفت نظري وجود خالد عزيز الدولي السابق شاهدته يذرع الملعب طولا وعرضا تذكرته عندما كان يمارس هذا الدور وباقتدار في ملعب الملك فهد الدولي وفي ملاعب آسيا مع ناديه الهلال ومع المنتخب وفي المونديال كواحد من أفضل لاعبي المحور الذين مروا على الكرة السعودية ويكاد يجمع النقاد على أنه الأفضل وكان من أكثر اللاعبين السعوديين تأهيلا للاحتراف الخارجي.
كان يجلس إلى جانبي المدرب الوطني سلطان خميس تجاذبنا أطراف الحديث كان عزيز محوره مرورا بآخرين أمثال عبيد الدوسري وكان أحد جيراني في هذه الزاوية الدكتور تركي العواد قد تحدث أمس عن نواف العابد وغيره.
لاعبون وصلوا إلى مرحلة من النجومية وإلى رواتب تعادل الرؤساء التنفيذيين لكبرى المصارف والشركات لم يرعوا هذه النعمة حق رعايتها فطارت هباء منثورا لدى معظمهم.
المجتمع مليئا بمثل هذه النوعيات وبمن ورثوا ملايين أو انحرفوا لظروف معينة لكن لاعب الكرة تحت الأضواء أكثر من غيره وهناك نماذج عالمية أيضا للاعبين انتهوا نهاية مؤسفة لانجرافهم وراء الملذات أو وراء من يدفعهم لذلك فكانوا الضحية.
الله سبحانه وتعالى منحنا نعمة العقل ومنحنا القدرات والفروقات الفردية وترك لنا الحرية في كيفية توظيف هذا العقل ولهذا اختلف البشر في مسارهم وحياتهم.
هذه النوعية هي ضحية نفسها أولا ثم ضحية مجتمع إما أنه وضع قدمها في درج السلم الكهربائي النازل لغاية في نفسه أوأنه شاهدها تنزل دون أن يمنعها أوعلى الأقل إيقاف السلم يدويا وإعادتها للطريق الصحيح.
أعتقد أن الأندية تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية وإن لم تكن بصفة رسمية فعلى الأقل اجتماعيا وإنسانيا.
أهملت تطبيق الاحتراف بصورة صحيحة.
وأهملت رعاية اللاعب وتثقيفه والاهتمام به.
فكان بعض اللاعبين ضحايا ولا تسألون لماذا تميز غيرهم لأنني سأعيدكم بضعة أسطر.
بعض اللاعبين قادوا بعضاً بحثاً عمن يشاركهم هذه الأجواء وزينوها لهم ولهذا فعلى اللاعب أن يحدد من يصاحب.
وبعض أعضاء الشرف مهدوا الطريق لهؤلاء إعجابا بهم واستئناسا لهم.
وبعض المنتمين للأندية دفعوا بهم لذلك انتقاماً من أندية أخرى.
والضحية دائما هو اللاعب (الإنسان) وسيحاسب هؤلاء الذين تجردوا من إنسانيتهم ذات يوم لا يغفل الله فيه عما يعمل الظالمون (إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار).
مسؤولية الأندية بالدرجة الأولى في فرض نظام صارم في تعاملها معهم مقابل ما يأخذون منها وفي إحتواء من أخطأ في حق نفسه والأخذ بيده وإعادته إلى الطريق الصحيح لأنها أخطأت في حقه وهو جزء من المسؤولية الاجتماعية المناطة بالأندية بالحفاظ على اللاعب لا أن تتعامل معه كالبرتقالة.
والله من وراء القصد،،،