جربوا لن تندموا
الفوضى والشغب الذي حصل في افتتاح ملعب الملك عبدالله الدولي "الجوهرة المشعة" في نهائي الكأس الخميس الماضي كان متوقعاً لأسباب كثيرة من أهمها آلية توزيع التذاكر ولكونه أمرا معتادا في مثل هذه المناسبات.
الشغب والفوضى لم تكن غريبة لكن الغريب عدم إدراك أنها ستحدث وأخذ الإحتياطات اللازمة للتعامل معها.
هناك سببان في نظري:
الأول
إدارة حفل الافتتاح التي لم تكن على مستوى الحدث مع احترامي وتقديري لكل الجهود المبذولة وليس لديها سابق تجربة في هذا المجال ولم تستعن بأصحاب الخبرة ولعل أبرز ملحوظة هي توزيع قواريرالمياه مغطاة وهي مخالفة صريحة لتعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لأنه يمكن استخدامها كمقذوفات وكان المفروض توزيعها بعد نزع الغطاء أوالبحث عن أساليب أخرى لتوزيع المياه.
وثمة ملحوظة أخرى تتعلق بتوزيع التذاكرعن طريق البريد السعودي وبالتالي وصولها لفئات معينة ومحددة بل ونشوء سوق سوداء بسبب ذلك وكان المفترض أن توزع عبر طرق أخرى كالأندية والمراكزالرياضية وغيرها بالآلية ذاتها (رقم الهوية) ورقم المقعد لتسهيل عملية التعرف على مرتكبي المخالفات ثم وضع سياج أمني قبل الملعب بمسافة كافية تعتبر هي البوابة الأولى أوالحاجز الأول للدخول وعندما يكتمل الملعب يمنع منعاً باتاً تجاوز هذا الحاجز.
والأهم من هذا كله .. توعية مكثفة عبروسائل الإعلام وغيرها لكيفية الدخول وضرورة وجود التذكرة وأهمية الجلوس في نفس المقعد .. إلخ وهو ما لم يحدث نهائيا وأعني التوعية.
الثاني
السبب الآخر في الفوضى وللأسف أنها أصبحت سمة ملازمة لكل مناسبة أوحدث حتى لو لم يكن رياضيا وهو ما نشاهده في الأيام الوطنية وغيرها من المناسبات وهذا يؤكد أن سوء التنظيم ليس سبباً رئيسا أوأنه السبب الوحيد والدائم.
هناك خلل ما في المعادلة ..
فالذين يطالبون بمقاعد مريحة في المباريات ومرقمة وبيئة مناسبة هم الذين كسروا هذه المقاعد وتسببوا في هذه الفوضى.
والذين يطالبون الإحتفاء بالمناسبات الوطنية وأنها حق لهم كمواطنين هم الذين يحولون ذلك اليوم إلى شغب وفوضى وخروج على القانون.
طبعاً أستثني لكنني أتحدث عن فكرلا يخالجني شك أن هؤلاء يدركونه ويعونه تماما وهم من يخالفه.
"من أمن العقوبة أساء الأدب" شعار يرفعه كثيرون ويطالبون بمعاقبة هؤلاء وليكونوا (عبرة لغيرهم) ويستشهدون بانضباطيتهم في الخارج.
نعم العقوبة مطلوبة وضرورية في كثير من الأحيان وغياب كاميرات المراقبة من الملاعب الرياضية غير مبرر ومعاقبة الأندية بأخطاء جماهير قد تكون محسوبة عليها أو غير منتمية لها غير منطقية والإيقاف ليلة أو ساعات ثم الإفراج بكفالة أو بدون ليس حلا لشغب وفوضى الشوارع في المناسبات الوطنية لكن قبل أن نعاقب لماذا لايكون هناك حوار ووصول للأسباب التي أدت إلى ذلك؟
هذه التصرفات لم تصدرمن فراغ وهؤلاء لديهم رسالة يرغبون توصيلها حتى لو كانت بيضاء فارغة أو هدف يودون الوصول إليه.
لماذا لانستدعي هؤلاء ولا أقول (القبض عليهم) وبدلا من معاقبتهم أوالزج بهم في غرف التوقيف ساعات نسألهم سؤالا محددا:
لماذا؟
فقط لماذا؟
ونعطيهم الأمان ونأخذ منهم ماذا يريدون بالضبط؟ ولماذا هذه التصرفات؟ وهل يعون أبعادها؟ أم أنها مجرد تحقيق ذات وثقافة قطيع؟ وليكن المحاور على مستوى الحوار وأهميته لتحقيق الفائدة منه.
جربوا الحوار مرة ..
صدقوني لن تندموا.
والله من وراء القصد،،،