دوري ركاءوالتغيير الديموغرافي
لن يكون دوري ركاء الموسم القادم 2014ـ2015 عاديا كما يعتقد البعض أو كما كان الموسم الذي انتهى وإذا سارت الأمورعلى ما هي عليه بتطبيق لائحة الهبوط ربما نافس من حيث القوة والإثارة دوري عبداللطيف جميل خاصة وأنه تم السماح للفرق بتسجيل لاعبين اثنين من الأجانب أحدهما من مواليد المملكة والمقيمين فيها.
والملاحظ أن دوري ركاء في المواسم الأخيرة بات قوياً ويمتاز بالندية وقوة التنافس والهابطان من دوري جميل يواجهان صعوبة في العودة إليه (الصعود) وهو ما حدث مع فرق كثيرة مثل الوحدة والقادسية والرياض وعندما أخص هذا الثلاثي بالذكرفلأنها فرق عريقة وذات تاريخ ومن المؤسسين للدوري الممتاز وظلوا فيه فترات طويلة وحققوا بطولات محلية كبرى والقادسية تجاوز ذلك إلى آسيا كما أن الصاعدين إلى دوري جميل عادة ما يثبتون جدارتهم ويبقون فيه كما حصل مع الشعلة ونجران والرائد والتعاون والفيصلي والفتح والعروبة دون أن أغفل فرقاً أخرى لها تأثيرها ودورها وسبق لها المشاركة في الدوري الممتاز(جميل) وفي مقدمتها الطائي ثم الحزم والوطني وأبها وغيرها من الفرق ولعل الموسم الذي انتهى وعدم اتضاح الرؤية حول هويته حتى الجولة أوالجولات الأخيرة خير دليل على تلك القوة وذلك التنافس.
وإذا ما تم إقرار هبوط الاتفاق والنهضة وهما اللذان هبطا نظاما حتى الآن فسيواجهان صعوبة كبيرة في العودة وربما كان الاتفاق الأكثر تخوفا لأنه لم يعتد ذلك ويخشى أن ينتهي به المطاف في غياهب الدرجة الأولى ولهذا فهو الأكثر حرصاً على زيادة فرق دوري جميل وبقاءه فيه.
فرق ركاء الموسم القادم كما هو مفروض ستكون الاتفاق والنهضة والوحدة والطائي والحزم والرياض والقادسية والدرعية والباطن والوطني وأبها والجيل وحطين والفيحاء والصفاء والمجزل بعد هبوط أحد والأنصار والكوكب وصعود هجر والخليج.
أكثر من نصف هذه الفرق سبق له اللعب مواسم في الدوري الممتاز(جميل) وبالتالي له حضوره القوي وخبراته وما لايقل عن 6 منها يرى أنه مكانه الطبيعي مما يعني أن تنافسا قويا وصراعا بين هذه الفرق سيشهده دوري ركاء إلى جانب التنافس الخاص بين بعض الفرق والديربيات خاصة بين فرق الشرقية الثلاثة الاتفاق والنهضة والقادسية وهذا الثلاثي سيلعب دورياً مستقلا بين فرقه داخل دوري ركاء سواء على صعيد التنافس الثنائي أوالتفوق والصعود وسيكون لمبارياته ونتائجه تأثير كبيرعلى الوضع العام للدوري.
صحيح أنه قد لايشهد ذلك الحضورالجماهيري أو الإعلامي كما لوكان في دوري جميل لكن من المؤكد أنه لن يخلو من المتابعة والاهتمام.
هذا الشكل العام لدوري ركاء سيجعل مبارياته تأخذ منحى آخر من التنافس وربما حساسية اللقاءات وعلى هذا الأساس يجب أن ننظر له من زاوية أكثر أهمية من السابق سواء فيما يتعلق بالمتابعة الإعلامية والتغطية أو لجان الاتحاد المختلفة خاصة لجنة التحكيم كون الخطأ فيه لا يغتفر وألا تكون هذه الفرق ضحية تجارب أو أخطاء حكام.
وقبل أن نفكر في زيادة فرق دوري جميل علينا أن نفكر في إبعاد القرار من كل النواحي ليس فقط في الزيادة وأبعادها وما يترتب عليها من أمور فنية وتنظيمية وغيرها ولكن أيضا في انعكاسها على دوري جميل وعلى دوري ركاء وهو الأكثر تأثرا وتأثيرا فيها حيث يترتب عليها تغيير هوية الدوري أو (ديموغرافيته) ـ إن صح التعبير ـ بتغيير ثلث عدد الفرق المشاركة فيه وانسحاب ذلك على الدرجات الأدنى الثانية والثالثة والآلية التي سيتم من خلالها معالجة الوضع كما تحدثت في زاوية الثلاثاء الماضي.
والله من وراء القصد،،،