2014-04-18 | 07:23 مقالات

للتاريخ الرحلة الأولى (3)

مشاركة الخبر      

في زاويتين سابقتين تحدثت عن رحلتي الخارجية الأولى (فبراير1976) التي جاءت بعد بضعة أشهر من دخولي الصحافة وكنت طالبا في منتصف دراستي الجامعية وكانت زيارة رسمية للأمير فيصل بن فهد في بداية تكوين الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى كل من قطر والعراق ومصر.

تحدثت في الحلقتين الماضيتين عن استعدادي للرحلة كحدث هام في حياتي واستخراجي لأول جواز سفر وأعضاء الوفد والروح السائدة بينهم وتعاونهم وروح النكتة والمقالب التي كان يتزعمها عبدالرحمن السماري وصديق جمال الليل.

في قطر ـ كما قلت ـ أقمنا في قصر المرمر حيث لا فنادق فخمة آنذاك وهو المعد لإقامة كبار الضيوف ورؤساء الدول حيث أقام فيه قبلنا بأسابيع الرئيس المصري أنور السادات والوفد المرافق له.

تم تخصيص غرفتين كبيرتين لإقامتنا كإعلاميين تحتوي إحداها على 6 أسرة (علي الرابغي وأحمد الطويرقي ـ رحمه الله ـ وصديق جمال الليل وعبدالله بامهير) والأخرى4 أسرة (السماري وعثمان المنيع وعبدالعزيز شرقي وأنا)

ونحن نهم بالخروج لزيارة رسمية ضمن البرنامج سأل الأمير فيصل عبدالرحمن السماري كنوع من الاطمئنان:

عساكم مرتاحين في السكن؟ فقال السماري:

ـ يا طويل العمر كأننا مرضى في مستشفى كل 6 في غرفة فضحك سموه مدركاً مغزى النكتة.

وكلمة حق فقد كان سكناً فخماً ومريحاً ومتكامل الخدمات دون أي تقصير من الأشقاء القطريين لكنه (لسان) السماري اللاذع ودعابته.

أما صديق الذي اشتهر بقدرته العجيبة على تقليد الأصوات البشرية من الجنسين والحيوانات حتى وهو يتكلم أو يأكل بطريقة لايشعرالذي أمامه أن الصوت صادر منه فيحتاج لزاوية خاصة.

كنا على طاولة الغداء حوالي 40 شخصا تقريبا وعليها المفاطيح وما لذ وطاب من الكرم القطري وكان الأمير فيصل والإداريين وبعض الإخوة القطريين في طرف منها ونحن الإعلاميون في طرف وبينما امتلأت المقاعد ببقية أعضاء الوفد فأطلق صديق صوت مواء قط لدرجة أنني وأنا بجانبه شربت المقلب مما أحرج الإخوة القطريين القائمين على خدمتنا حتى أنهم حاولوا البحث والتهامس بينهم بصورة يحاولون من خلالها ألا نشعر بتحركهم وصديق يكرر الصوت وأتذكر أحدهم افتعل حركة معينة للبحث تحت الطاولة واستغل صديق الفرصة فأطلق الصوت ثم هدأ فترة فهمس أحدهم للآخر (زين راحت) فعاد صديق مرة أخرى وأخيرا سكت صديق وارتاح الإخوة القطريون ولا أحد حتى الآن يعلم عن مصير القطة.

أهدى الأمير فيصل كل إعلامي 3 آلاف دولار لمساعدتنا على أداء مهامنا الصحفية وكان الأستاذ تركي السديري رئيس تحرير جريدة الرياض قد أمر لي بـ 6 آلاف ريال مصاريف سفرية فاجتمع لدي أكثر من17 ألف ريال (كانت مكافأة الجامعة 325 ريالا ومكافأة الجريدة 700) أي أن ما معي يعادل 17 ضعف دخلي الشهري وهو رقم كبير في ذلك الوقت عدت بمعظمه عدا مصاريف قليلة تمثلت في الهدايا والكتب حيث استغليت الفرصة فابتعت عددا كبيرا منها وأفادني الأستاذ راشد الحمدان (رحمه الله) ببعض الاختيارات وعدت بـ 3 حقائب كبيرة محملة من بغداد والقاهرة حيث كانت مقولة (القاهرة تؤلف وبيروت تطبع وبغداد تقرأ) منها مؤلفات كولن ويلسون ودستوفسكي وليوتولستوي والقصيمي وعدد من الروايات العالمية والعربية كروايات عبدالرحمن منيف ونجيب محفوظ وغيرها وعدد من الدواوين الشعرية وفي القاهرة حضرنا مسرحية (شاهد ماشفش حاجة) لعادل إمام وكان الكتاب السياسي مزدهرا في مصر إذ لم تمض بضع سنوات على وفاة جمال عبدالناصر وانتهاء الحقبة الناصرية قرأت بعضها ومازال البعض ينتظر وأعرت أخرى وليتني لم أُعرها.



والله من وراء القصد،،،