دستوريالساحل الشرقي
يبدو أن ظاهرة طمر شواطئ المنطقة الشرقية الجميلة امتدت إلى الكرة في المنطقة بعد أن سقط آخر(الفرق المحترمين) الاتفاق الذي لم يكن أحد يتصور في يوم من الأيام أنه سيقرأ خبر (هبط نادي الاتفاق ..) خاصة وأنه يقترب من الأربعة عقود في مصاف الأندية الممتازة أي فترة بلوغ الأشد والنضج إلا إذا كان قد تجاوز سن التعاقد والتمديد وهو يكمل السبعين من عمره وأنا هنا أتحدث عن الثلاثي الذي كان الأساس في ولادة هذه الكرة ونهضتها.
عندما بدأ الدوري العام (الممتاز) موسم 1976ـ1977 كان القادسية الوحيد بين 8 أندية شكلت النواة الأولى له وفي الموسم التالي صعد النهضة والاتفاق مشكلين 30% منه بعد زيادته إلى 10 فرق ثم 25% بعد زيادته إلى 12 فريقاً واستمر الوضع حتى هبط النهضة بعد 15 موسما قضاها فيه ولحقه القادسية بعد أعوام مثلها لكنه عاد ليهبط هبوطه الأخير قبل 3 مواسم.
المنطقة الشرقية ولادة للنجوم وصدرت كثيرا منهم للمناطق الأخرى وسبق أن تحدثت عن ذلك والكرة فيها كانت متميزة سواء على مستوى الفرق أو العناصر وفي دوري المنتخبات وكان لاعبوها يتصدرون القوائم أداء وخلقاً.
القادسية أنجبت بشير الغول وعوض صالح وعبدالله جاسم الشون وسعود جاسم ورايلي (أول هداف للدوري على مستوى المملكة) والصغير(إخوان) ويوسف ياقوت والبسام وزايد والطيب والمعيدي ولؤي السبيعي والفرحان وحمد الدوسري.
والنهضة بعثمان بخيت والدنيني وحمندي الذين انتقلوا للنصر وكان لهم دور في بنائه كرويا والرويعي والطعيمي والمنصور والحمدان وأحمد سعد وخالدين والزوري والغدير.
أما الاتفاق فتحدث عنه بماشئت فهوممثل المنطقة الدائم في البطولات وكاسر احتكار فرق الغربية والوسطى للبطولات وأول من حقق بطولة خارجية للكرة السعودية والعديد من الإنجازات مما يصعب حصره وقدم العديد من نجوم المنطقة والمنتخب على مدى تاريخه أمثال الزياني والمخيزيم واليحيا والفصمة والباطوق والطويرقي ومفتاح وغدره والخليفة وجمال محمد ومبارك الدوسري والشيحة وباخشوين والدبيخي وعبدالله صالح وزكي الصالح.
المنطقة التي أنجبت الصقر وجارالله التميمي وحمد العلي والدبل والشهيل والزامل والسنيد وعبدالعزيزالدوسري والياقوت والقلاف والعومي.
هذه المنطقة التي أنجبت هؤلاء النجوم وغيرهم كثيرممن لاتحضرني أسماؤهم ولايتسع المقام لذكرهم و(تلك) الأندية ألتي كانت في يوم من الأيام (بعبعا) ومصدر(قلق) للأندية الأخرى توارت عن الأنظاروأصبحت حملا وديعا وممرا سهلا يصل من خلاله الآخرون مبتغاهم وهدفهم.
هبط الاتفاق وقد لايعود مرة أخرى مهما أطلق من وعود شأنه شأن آخرين وهذا له حديث آخر.
وهبط النهضة أوعاد من حيث أتى بسرعة البرق.
وهبط القادسية من قبل ولم يعد.
وكأن الاتفاق عجز أن ينتشل هؤلاء فكانوا أقوى منه فـ (سحبوه) معهم.
والقضية ليست في هبوط فريق .. ولكنها في غياب منطقة عن التنافس والحضور.
وإذا كان النادي يتحمل مسؤولية هبوط فريقه وغيابه عن الساحة والحضور لأي سبب سواء كان إداريا أو فنياً أو لضعف الإمكانيات المادية فإنني أعتقد أن المسؤولية تقع على رجالات المنطقة الرياضيين منهم والاقتصاديين ورجال الأعمال وغيرهم في غياب رياضة الشرقية وهبوطها.
لن نتحدث عن الرياضة كواجهة حضارية مفروغ منها لكنها أصبحت جزءاً من منظومة التنمية وتلعب دورا كبيرا في اقتصاده وتحريك هذا الاقتصاد ومن هنا تأتي مسؤولية رجال الأعمال وعقد مؤتمرموسع لأبناء المنطقة لمناقشة الوضع، فالتصحيح لا يأتي باستقالة رئيس ناد أو إبعاد آخر، القضية أكبر بكثير.
والله من وراء القصد،،،