الاتفاق
يجب ألا يندب الاتفاقيون حظهم لأن هبوطهم لدوري ركاء جاء (بيدي لابيد عمرو) وفي الدقيقة 93 من المباراة مع لحظات الوداع الأخيرة للموسم.
وألا يلوموا لاعبهم محمد الراشد وألا يلوم اللاعب نفسه وهو يسجل في مرمى فريقه في وقت كانوا يستعدون فيه إعلان فرحة البقاء حيث كانوا يرقبون مباراة الشعلة والرائد التي أنذرت بهبوط الشعلة.
الراشد أو غيره كان ممكناً أن يسجل هذا الهدف في أي مباراة ما أعنيه أن الهدف وارد بهذه الطريقة في أي جولة والفريق الذي يريد البقاء لا يبحث عن نقطة من أصل 78 نقطة في هذا الوقت.
ما بين طرفة عين والتفاتها ... يغير الله من حال إلى حال
هكذا كان حال الاتفاقيين أمس
يجب على الاتفاقيين ألا يبكوا على ذلك وعلى لو .. ولو، لأن البقاء جاءهم على طبق من ذهب فرفضوه وتعاملوا مع الواقع والواقع يقول إن الاتفاق لم يقدم مايشفع له بالبقاء قياساً إلى إمكاناته وتاريخه مقارنة بنصف فرق الدوري التي تمكنت من البقاء بل وتفوقت عليه.
وباستثناء موسم2011 حيث حل ثالثا وموسم 2012 (رابعاً) فقد ظل يترنح في مراكز الوسط خلال العقد الأخير بل احتل المركز التاسع موسم 2004وموسم 2010 وبالرغم أن متوسط أعمارلاعبيه 25 سنة إلا أنه عاش هذا الدوري مراحل تذبذب إداري وفني فتعاقب عليه 4 مدربين كانت كفيلة بأن يفقد الفريق هويته ولهذ لم يكن غريباً عدم وجود اللاعب الأجنبي المميز أو صانع اللعب وحتى الهداف إذا مالاحظنا أنه سجل فقط 30 هدفا بمعدل هدف واحد في المباراة صنع الأجانب ثلثها فقط وصنع لاعبو الوسط 37% فقط أي عدم وجود صانع اللعب الذي يصنع الفارق ويبدو أن المشكلة لم تكن فنية فقط بقدر ما هي إدارية بعدم القدرة على التوصل إلى لب المشكلة ومعالجتها بعد أن بدت بوادر الهبوط تلوح الأفق.
لم أكن أتوقع هبوط الاتفاق وأعتقد أن غيري كثير سواء قبل بدء الدوري وإن توقع البعض بقاءه في مراكز الوسط والمتأخرة وحتى في الجولة الأخيرة وقد ألمحت لذلك عندما كتبت عنها أمس الأول، مشيراً إلى نوعية المباريات وعدم أهميتها لبعض الفرق كالأهلي الذي لم تكن النتيجة تؤثرعلى مركزه وكنت أتوقع التعادل وأن تهبط الشعلة وفقاً لجدولة ونوعية المباريات وموقف المتنافسين لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح وفرض الواقع نفسه.
هبط الاتفاق الذي كان محبوه والمنتمون إليه يعاتبون الإعلام عندما يقول (الأربعة الكبار) معتبرين أنفسهم محسوبين على (الكبار) وهذا صحيح في زمن مضى.
الاتفاق الذي كان أول من زرع البسمة على شفاهنا كسعوديين عندما حقق أول بطولة خارجية للكرة السعودية بطولة مجلس التعاون والبطولة العربية في ذات العام.
الاتفاق أول فريق ينهي الدوري دون خسارة متوجاً بذلك بأول بطولة للدوري في تاريخه وليكون رابع فريق يفوز به بعد الهلال والأهلي والنصر قبل أن يعتبر الدوري المشترك كبطولة دوري.
جيل الخليفة وعبدالله صالح وزكي صالح ومفتاح والأخشوين والشيحة والدبيخي وجمال محمد وغيرهم الذين أعادوا جيل الزياني والفصمة والباطوق والطويرقي والمخيزيم وعبدالله يحيا.
على الاتفاقيين ألا يبكوا على اللبن المسكوب وهم أمام خيارين:
ـ إما العمل من اليوم على إعادة المجد الاتفاقي فدوري ركاء لا يرحم وهو أصعب من جميل.
ـ أو الصلاة عليه وتشييعه إلى مثواه الأخير.
والله من وراء القصد،،،