معادلة توماس باخ
في مؤتمره الصحفي الذي عقده أمس الأول الثلاثاء في ختام زيارته للمملكة قال الدكتورتوماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية:
(الخطوة القادمة هي الاعتراف بأن الرياضة شريك مع التعليم كونها تعلم الكثير من القيم الراقية والقوانين كاحترام الخصوم وحسن التصرف تجاه الآخرين بصفة عامة وبهذا تساهم الرياضة في النسق الاجتماعي حيث أثبتت الدراسات الأخيرة أن الرياضة لاتعلم الشخص السلوك فقط بل تكسب الأشخاص العديد من الأمور كالقدرة على الفهم والتحليل وبالتالي تساهم الرياضة إسهاماً مباشراً في العلم)
توقفت كثيرا عند هذه المقولة وإذا كان ماقاله الدكتور باخ وهو الذي يعتلي هرم أكبر سلطة رياضية في العالم صحيحا وهو كذلك إذ لاخلاف عليه فأين نحن منه؟
أقرأ هذا وأتمعن فيه وغيري كثير وربما هناك من مر عليه مرورالكرام وأحاول أن أستوعب خطابنا الرياضي في عمومه وما يصدر من بعض المنتمين إليه من إعلاميين ورؤساء أندية وغيرهم ممن تجاوزوا مرحلة النضج وربما بلغوا من السن عتياً من المتعلمين أوالمحسوبين على الثقافة من تراشق وإتهامات متبادلة وخروج عن النص ودخول في الذمم وتقليل من شأن الآخر وإقصاء تام له ومدى توافق ذلك وانسجامه مع مايقوله الدكتورباخ ومانمارسه في رياضتنا خاصة كرة القدم لأخلص إلى نتيجة هامة تؤكد أن هناك خللا ما في المعادلة ألتي يجب أن تكون متوازنة كما تعلمنا في الكيمياء مما يدعونا للتساؤل عن سبب هذا الخلل هل هوفي مكوناتها؟ أم في طريقة مزجها؟ أم في وزن المعادله؟
كلنا نعرف أن للرياضة معاني وقيماً سامية وأنها وسيلة لتهذيب النفوس وهؤلاء يدركون ذلك ويرددونه متى ما شاءوا أو أرادوا لكنهم عندما يتعلق الأمر بهم وبفرقهم أومصالحهم الذاتية يتحولون إلى الطرف الآخرمن المعادلة فتسبقهم (إشارة سالب) وينتقلون من مثالية الفكر إلى راديكالية التفكير وميكيافيلية الوصول للهدف.
الدكتور باخ قال يجب الاعتراف بأن الرياضة شريك للتعليم كونها تعلم الكثير من القيم والقوانين وأنها تساعد على الفهم والتحليل .. إلخ وهذا يعني أن (التعليم والرياضة) وهما طرفا المعادلة لابد أن ينتج عنهما فردا يملك القيم والمبادئ واحترام الخصوم وهذا يقودنا لتساؤل هام:
إلى أي مدى تحققت هذه المعادلة في وسطنا الرياضي؟
وهل الخلل في المنتمين له؟ بحيث عجزت الرياضة عن تهذيبه باعتبارها تهذب النفوس وفي قدرتهم على التأثير في التعليم ومشاركته ونحن نشاهد معلمين تربويين يمارسون التعصب في قاعات الدراسة ويزرعونه في نفوس النشء أم في التعليم ومخرجاته؟ بحيث عجز أن يقدم للمجتمع أو يزرع فيه مثل هذه القيم والثقافات وبالتالي يتوجب علينا إصلاح التعليم من خلال إعادة النظرفي مناهجه ومقرراته وحتى في طريقة إعداد المعلم وتأهيله لأنني أعتقد أن المعلم المؤهل والكفء يمكن أن يغطي على ضعف المقرر ويصححه والعكس غير صحيح فالمقررالجيد لايمكن أن يتحقق الهدف منه إذا كان المعلم لايملك الكفاءة والتأهيل في تقديم هذا المقرربصورته الصحيحة.
نتفاءل كثيرا بوجود الأميرخالد الفيصل على الهرم التعليمي وهو رياضي سابق ولازال وبمشروع الملك عبدالله لتطويرالتعليم الذي تشرفت بزيارته فيما يتعلق بالرياضة المدرسية وتناولته في هذه الزاوية.
والحديث عن زيارة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية للمملكة وما دار فيها تحتاج لأكثرمن زاوية وهذا ما سأتناوله في الأسبوع القادم بإذن الله لكنني توقفت عند هذه الجزئية لأنها لفتت نظري ومدى انسجامها مع واقعنا هذه الأيام.
والله من وراء القصد،،،