2014-03-28 | 08:02 مقالات

للتاريخ عثمان السعد

مشاركة الخبر      

لابد لأي منصف لو أراد أن يكتب تاريخ الرياضة السعودية إلا أن يضع (عثمان السعد) في صفحته الأولى خاصة إذا ما كان عن عصرها الحديث فهو من القلائل الذين لم يدخلوا منظومة العمل من رأس الهرم أو وسطه بقدر ما تدرجوا فيه مما أكسبهم خبرة وتأهيلا فبدأ معلماً بمعهد التربية الرياضية ثم وكيلا للمعهد فمديرا له ثم مبتعثاً نال الماجستيرفي الإدارة الرياضية فمسؤولا في رعاية الشباب عايش بدايات توسعها داخليا وإنفتاحها خارجيا على يد الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله).

تأهيله العلمي والذاتي ترجمته نظرة فيصل بن فهد فكان واحدا من أذرعته التي يعتمد عليها، ففي منتصف السبعينيات الميلادية كانت الرياضة العربية تغط في سبات عميق فاستضافت المملكة عددا من الاتحادات العربية بما فيها الاتحاد العربي لكرة القدم الذي أعيد تشكيله من جديد وتم تأسيس الاتحاد العربي للألعاب الرياضية معلنة عودة الروح لهذه الرياضة وبداية الانفتاح الخارجي للرياضة السعودية فكان الأمير فيصل بحاجة لرجل مرحلة تنفيذي فكان عثمان السعد الذي تولى الأمانة العامة في الاتحادين إلى جانب سكرتارية الاتحاد السعودي لكرة القدم وأمانة اللجنة الأولمبية رجل المراحل فلم يكن تنفيذيا فقط بل صاحب قرار مثّل المملكة في المحافل الرياضية ووصل إلى عضوية اللجنة التنفيذي للفيفا وعندما بدأت الكفاءات الوطنية تأخذ مكانها تخلى عن مناصبه المحلية متفرغا لتنفيذ سياسة الرياضة السعودية في الخارج ومشاركا في رسمها حتى أنه دفع ثمن ذلك محليا فلم يبن له قاعدة من العلاقات أو المناصب وقد أفضى لي بذلك ذات حوار شخصي معه لكنه أردف أن هذا لايهم في سبيل الوطن.

عايش الرياضة العربية 4 عقود بكل تقلباتها والتأثيرات السياسية عليها فكان خروج مصر بثقلها الرياضي والسياسي من المنظومة العربية في بداية توحيدها رياضيا بسبب اتفاقيات كامب ديفيد وبعد عودتها خرجت العراق بسبب غزو الكويت فكان "عراب الرياضة العربية" و"حمال الأسية" وتولى ملف الرياضة السعودية خارجيا في وقت يعتمد فيه التواصل على الاتصال الشخصي والسفر العاجل حتى الفاكس عندما حضر كان فتحاً جديدا في عالمه فكان:

(ما آب من سفر إلا وأزعجه / رأي إلى سفر بالعزم يزمعه

كأنما هو في حل ومرتحل / موكل بفضاء الله يذرعه)

شرفني بمرافقته في اجتماعات المجلس الأولمبي الآسيوي منتصف الثمانينيات في كوريا برئاسة الشيخ فهد الأحمد بدهائه وذكائه ولمست في عثمان القدرة على المواجهة والمناورة وليس سرا إذا قلت إن أكثر من كان يحسب فهد الأحمد حسابهم عثمان السعد.

تعبت حقائب عثمان من السفر

وتعب من الركض والترحال

وتولى إلى الظل مع (درع) بمناسبة تقاعده محفوفاً بمحبة الأوفياء المخلصين.

رغم الضغوط التي كان يواجهها والآلآم التي يعيشها ويعايشها وما واجهه من نقد مس شخصه وكرامته يوما ما لايمكن أن تلتقيه إلا بابتسامة تسبقه إليك وطيبة قلب وتواضع جم.

هاتفته قبل أيام وإذا بصوت متهدج بادرته:

سلامات فقال:

في مستشفى الملك فهد بالحرس (بحكم عمل ابنه إستشاريا هناك) جرح في القدم تضاعف بسبب السكر ووضعي مطمئن ولله الحمد.

هاتفت الصديق منصورالخضيري فكان قد زاره وتناقشنا عن تأسيس رابطة رواد الرياضة العربية وتساءلنا:

ألا يستحق هذا الرجل أن يكون على هرمها أو رئيسا فخريا لها؟

وأتساءل شخصياً:

بعد الذي قدمه عثمان السعد للرياضة العربية ألا يستحق أن يكون ضيف شرف في جميع البطولات العربية؟

والله من وراء القصد،،،