كلاسيكو الأرض
هذا ما أطلقته الصحافة العالمية على لقاءات ريال مدريد وبرشلونة الأسبانيين مؤخرا والذي أصبح أقوى وأشهر كلاسيكو ومن هنا جاء اللقب بل إنه أكثر أهمية من كل الديربيات وليس الكلاسيكو فقط.
التسمية هذه لم تأت من فراغ بقدر ما جاءت نتاج ما يصرفه كل من الناديين وبسخاء على إعداده وتكوينه سواء كناد أوكفريق كرة قدم ولوإستطعنا أن نحدد أرقام عقود لاعبي الفريقين في المباراة لوجدنا مليارات الدولارات تتحرك داخل مستطيل لا تتجاوز مساحته 8000 متر مربع بل لو إستطعنا أن نحدد مداخيل المباراة سواء من خلال النقل التلفزيوني أوالتذاكر والإعلانات إلى جانب مصاريفها وعقود اللاعبين لأدركنا كيف تتحول كرة القدم إلى صناعة وهذه سأعود لها في زاوية قادمة.
أعود الآن لكلاسيكوالأرض لأتساءل كيف سننظرللمباراة؟
هل نكتفي بالمتعة الكروية فقط؟ دون النظر إليها كدرس مجاني من النواحي الفنية أو الاقتصادية أوغيرها.
لنترك هذا جانباً أيضا وندخل إلى المباراة مباشرة فالعالم كله يتحدث عن الكلاسيكو ونسوا فريق أتليتكو مدريد الذي قد يستفيد من هذا التوجه إذا سارت الأمور وفق ما يتمناه.
ريال مدريد يتصدرالدوري الأسباني بعد جولته الـ 28 بـ 70 نقطة فيما يدخل برشلونة اللقاء بـ 66 نقطة وبأمل كسب المباراة ليقلص الفارق سعياً لحسم الدوري إذ أن فوزالريال يعني ابتعاده نسبياً بالصدارة وإبعاد برشلونة عنها رغم أن الوقت مازال مبكرا إذ يتبقى 9 جولات على نهاية الدوري بعد هذه الجولة.
وبين الفريقين أتليتكو مدريد الذي يحتل المركز الثاني بـ 67 نقطة وقد تعادل مؤخرا مع كل منهما مما يعني قدرته على المنافسة وسيلعب أمام ريال بيتيس الذي يحتل المركزالأخيرعلى أمل الفوز وخسارة ريال مدريد ليدخل طرفا ثالثا ومنافسا قويا على الصدارة التي ربما تنحصر في هذا الثلاثي إذ يأتي رابعا أتليتكو بلباو بـ 52 نقطة.
أهمية الكلاسيكو أنست الجميع أتليتكو مدريد والحديث عنه وأهمية المباراة بالنسبة له وهذا طبيعي لمباراة مهمة كهذه يتابعها كل (سكان الأرض) من الرياضيين.
مباراة اليوم تأتي على خلفية مباراة الذهاب التي فاز فيها برشلونة 2ـ1 لكنه خسر بعدها أكثر من مباراة وتعادل في غيرها مما أدى إلى تراجعه ويسعى لتعويض هذا الفارق.
بعد رحيل المدير الفني موريو من ريال مدريد تخوف كثيرون على معاناته وتأثيره على استقراره حيث اعتادوا على ذلك مع رحيل مورينو من أي فريق كما حصل مع تشلسي والإنتر حيث عانا كل منهما من عدم الاستقرار في موسمه الأول بعد رحيله لكن الإيطالي كارلوأنشيلوتي استطاع بذكائه وإجراء بعض التعديلات على طريقة لعب الفريق أن يفرض الاستقرارالتكتيكي على الفريق ويعوض غياب مورينيو.
وفي المقابل عانى أيضا برشلونة من رحيل مديره الفني فيلانوما ومشاكل ميسي الضريبية ثم إصابته ثم استقالة رئيس النادي سانرو روسيل بسبب مخالفات مالية في صفقة نيمارا وتصاريح المخضرمين حارس المرمى فانديز وقائدة قلب الدفاع كارلوس بويل بالرحيل نهاية الموسم والتخوف من مغادرة مديره الفني مارينيو إلى المنتخب الأرجنتيني أوالتدريب في الشرق الأوسط وهي أحداث تؤثرعلى أي فريق وتهز استقراره لكن الفرق الكبيرة تستطيع مواجهة الأزمات والخروج منها والمحافظة على تماسك الفريق لأن العمل فيها يقوم على نمط مؤسساتي وليس اجتهادات فردية أو أشخاص كما في أنديتنا وفرقنا الرياضية.
الكل ينظراليوم إلى ميسي ورونالدو وماذا لديهما وقيادتهما للفريقين، لكنهم ينسون جارث بيل (ريال مدريد) ونيمار (برشلونة) وهما من دفع فيهما كل ناد حوالي 100 مليون يورو.
والله من وراء القصد،،،