رعاية الشباب ومعرض الكتاب
في مثل هذه الأيام من العام الماضي وتحت عنوان (الكتاب الرياضي) تحدثت عن غياب هذا الكتاب عن معرض الرياض الدولي للكتاب وكتب الدكتورحافظ المدلج قبل أيام تحت نفس العنوان عن ذات الموضوع ولم أكن أعني الكتاب الذي يتحدث عن ناد أو لاعب وإن كان هذا لا اعتراض عليه ومطلوب إذا تم تقديمه بصورة راقية شأنه شأن التأليف عن أديب أو شاعر فكل مبدع في مجاله لكنني أعني الكتاب الذي يقدم الرياضة بصورة حضارية كجزء من منظومة الثقافة كما هو كتاب الزميل الأستاذ تركي الناصر السديري (الإسلام والرياضة) الذي وقعه في معرض العام الماضي وكتبت عنه في نفس الزاوية مشيرا أيضا إلى جهود الدكتور أمين ساعاتي في هذا المجال.
الرياضة ليست كرة قدم وألعاباً وليست أندية ولاعبين ولا خططاً وطرق لعب لكنها مفهوم أعم لثقافة أشمل وتأتي هذه الأمور كجزء منها وهي جزء من الثقافة بمفهومها الشامل حيث أصبحت واجهة حضارية لكثير من الأمم والشعوب ولذا فلا غرابة أن تختار أسبانيا وهي ضيف الشرف لمعرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام (الكرة الأسبانية بوصفها عملا ثقافيا) عنوانا لموضوع الأمسية الثقافية التي نظمها المعرض إدراكا منها لأهمية الرياضة عموما وكرة القدم على وجه الخصوص كواجهة ثقافية.
ما دعاني لهذا هو غياب "الرياضة" عن هذا المعرض منذ بدايته ويحظى بإهتمام ونجاح كبيرين ولست هنا ألوم دور النشر ولا المؤلف على هذا الغياب لأسباب لا مجال لشرحها فهي معروفة لكنني هنا أتحدث عن الجهة الرسمية المسؤولة عن قطاع الشباب والرياضة وأعني تحديدا الرئاسة العامة لرعاية الشباب وغيابها عن المعرض الذي يمثل فرصة جيدة وسانحة قد لا تتوفر بهذه الإمكانيات وبهذا الحضور الفاعل جماهيريا وإعلاميا ومستوى ثقافي على الصعيدين الداخلي والخارجي وحسبي أنه لايقل أهمية عن الجنادرية حيث تشارك الرعاية سنويا إن لم يكن أهم في توجهه لطبقة معينة فهو فرصة جيدة ومتاحة للرعاية كي تقدم نفسها للمجتمع كجهاز يرعى الشباب فعلا ويهتم بهم.
أعرف أن لدى الرعاية الكثير من البرامج الداخلية والخارجية الموجهة للشباب خاصة في فصل الصيف وعبر الوفود المتبادلة.
وأنها قدمت حوالي 70 منشأة رياضية عبارة عن أندية ومراكز رياضية في مختلف المناطق ولديها برنامج طموح لتقديم المزيد.
ورعاية الشباب ومن خلال الاتحادات الرياضية والأندية قدمت منجزات كبيرة للوطن كالتأهل للمونديال والأولمبياد والفوز بكأس آسيا والفوز بميداليات ذهبية وفضية وبرونزية في الألعاب الأولمبية والآسيوية.
وقدمت الكثير من الكوادرالوطنية المؤهلة للمنظمات القارية والدولية وتلعب دورا هاما في خارطة الرياضة العالمية.
ورعاية الشباب المقصرة في حق الكتاب الرياضي ودعمه وتشجيعه هي مقصرة أيضا في حق ذاتها وعاجزة أن تقدم نفسها إلى المجتمع بصورتها الحقيقية ولهذا لازمتها تهمة أنها رعاية الرياضة بل وكرة القدم بالذات رغم فصلها عنها واستقلاليتها ولهذا ارتبط نجاحها أو إخفاقها بكرة القدم وأصبحت هدفا لنصال بعض المثقفين وكل من أراد رمى كنانته وأخرج منها سهامه وأطلقها صوب رعاية الشباب.
وعلى طريقة الرياضيين فقد فتح معرض الرياض الدولي للكتاب المرمى لرعاية الشباب لتسجل هدفاً قاتلا يقدمها كـ (بطل) لكنها أضاعت العديد من الفرص وأتمنى أن تعيد النظر في خطتها وأن تقدم نفسها بشكل أفضل في الموسم القادم ـ عفوا ـ المعرض القادم.
أما أنا
فقد أطلق الحكم صافرته معلناً نهاية المساحة المخصصة للزاوية.
والله من وراء القصد،،،