الولاعة
"الولاعة" تصلح لتكون مسمى لرواية، فالعنوان جاذب ومثير فقط تحتاج لكاتب ذي خيال واسع ينسج حولها قصة أو مجموعة من القصص وبالمناسبة أعلن الاحتفاظ بكامل حقوقي في العنوان فيما لو فكر أحدهم بذلك.
لنترك هذا جانباً وأقول:
(شر البلية ما يضحك)
تجسد هذا المثل أمامي بكل مضامينه وكنت أنا الضاحك، أما المضحك فهو في الحقيقة مأساة وليس نكتة وهنا مربط الفرس كما يقولون وهنا شرالبلية.
قرأت أمس خبرا في هذه الصحيفة ملخصه أن (ولاعة) قذفها أحد جماهير الأهلي على مقاعد بدلاء الاتحاد في مباراتهم المؤجلة ضمن دوري الناشئين التي استضافها ملعب النادي الأهلي أشعلت (نارا) دون لهب لكنها حارقة.
هذا التصرف (السخيف) من مشجع لا مسؤول مع احترامي للقارئ العزيز على هذا التعبير أدى وحسب الخبر:
ـ ملاسنات وسب وشتائم بين الحكم الرابع ومراقب المباراة وإداريي الاتحاد الذين استهجنوا التصرف وطالبوا بإحضارالمشجع.
ـ صدام بين إداري فريق الاتحاد بندر عبدالعال ورجال الأمن مما أدى إلى اقتياده لمركزالشرطة وتوقيفه على ذمة التحقيق بحجة (شتم) رجال الأمن.
ـ احتمال إحالته (أمس) لهيئة التحقيق والادعاء العام.
لا ألوم الاتحاديين على المطالبة بمعاقبة المشجع باعتباره السبب فهذا أبسط حقوقهم لكن هل كان الأمر يستدعي كل ردة الفعل هذه وتبعاتها؟
ماذا لو(طنش) الاتحاديون ولم يعيروه أدنى اهتمام أليس في ذلك احتقار لهذا المشجع؟
ورجال الأمن الذين اقتادوا العبدالعال أين هم من ذلك المشجع؟ أعني المتواجدين في المدرج.
قد تتحرك (لجنة الانضباط) كردة فعل إرضاء للجانب الاتحادي فتفرض غرامة على الأهلي أوتنقل مباراة له أو أن يلعبها بدون جماهير وقد تقف مكتوفة الأيدي بناء على ردود فعل أهلاوية متوقعة تتهمها باستقصاده في قراراتها كما حصل قبل أيام.
وحتى لو تجرأت اللجنة واتخذت أي قرار فما الفائدة منه؟
الأهلي يدفع الثمن وإداري الاتحاد قد يدفع ثمناً أكبر فالقضية ليست لاعبا أو إداريا فيتم إيقافه مباراة أوغرامة 50 ألف وإنما في (شتم رجل أمن) وضع تحتها أكثرمن خط والقضية أصبحت (وقفة نفس) وانتصارا للذات أما المتسبب الحقيقي فسيذهب للاستراحة ويكمل سهرته وقد يأتي تصرف مضاد في المباراة القادمة من مشجع يحمل نفس العقلية لكن ماذا لو طبقنا (الوقاية) أليست (خيرا من العلاج) وأعني هنا الأنظمة والقوانين؟
لقد بحت أصواتنا نطالب بوجود كاميرات لرصد التصرفات الخارجة عن النص ومعاقبة المتسبب مباشرة ولكن لا حياة لمن تنادي.
ورجال الأمن المتواجدون في المدرجات لايعلمون ما يدور فيها.
والجماهير تدخل الملعب دون حسيب أو رقيب وأتساءل ماذا لو دخل هذا المشجع بآلة حادة؟
قد يقول قائل إن هناك (تفتيش) قبل الدخول وهنا أتساءل:
الولاعة أليست أكثر خطورة؟
والتدخين أليس ممنوعاً في المدرجات؟
إذاً ما الحاجة للولاعة؟
ولو طبقنا الأنظمة هل كان سيحدث ما حدث؟
أجزم أن ردة الفعل الاتحادية ليست نتيجة (ولاعة) تم قذفها عليهم وقد يحدث ذلك من الجانب الأهلاوي لو كانت (الولاعة) من جماهير الاتحاد لكنها نتاج علاقة متوترة بين الناديين وتراكمات سابقة في ظل غياب الأنظمة وإعلام مشغول بإيقاف العنزي وشهادة سامي وعكاز سالم ولقب الملكي.
(الولاعة) لا تصنع الفتيل ولا تشعله ذاتياً ما لم يكن هناك من يشعلها أما ذلك المشجع فأهديه مع التحية أغنية طلال مداح (رحمه الله) ورحم سعيد الهندي وعمر كدرس:
(يا موقد النار في قلبي لها شعل
تأتي وتضرمها يوماً وترتحل)
والله من وراء القصد،،،