2014-02-27 | 08:11 مقالات

أعوج من ملف شقراء

مشاركة الخبر      

العنوان أعلاه مثل شعبي دارج في نجد ولابد من شرح موجز له:

أعوج بمعنى مائل وملف ليس ملف العلاق وإنما من اللف والدوران أي انعطاف الطريق وشقراء المدينة المعروفة والمقصود أن طريق الحجاز القديم تم تعديل مساره ليمر بشقراء فاعوج بدلا من استقامته فقالوا (أعوج من ملف شقراء) وصارت مثلا لكل ما هو معوج أو عنيد.

تذكرت المثل مع مفردة (ملف) وأنا أقرأ قبل أيام خبراً عن (ملف آسيا) وطلب المملكة ممثلة في اتحاد كرة القدم استضافة نهائياتها 2019 وقد مضى أكثر من عام على تقديمنا الطلب (فبراير2013) وتم رفضه لبعض النواقص ثم تم تقديمه مرة أخرى وتم رده وكانت أبرز النواقص الضمانات الحكومية وهي ضمانات معتادة من كل دولة تريد استضافة بطولة معينة على أي مستوى.

وقد كتبت عن هذه الاستضافة أربع زوايا العام الماضي مناقشاً الموضوع ومؤكدا على أنها إجراءات روتينية بمعنى أنها مجرد ضمانات وحتى لو كانت مالية فيمكن استعادتها من خلال عوائد البطولة إلى جانب ضمانات إدارية كالإجراءات الجمركية وأخرى من قبل وزارة التجارة.

مهلة العام الماضي انتهت أول يونيو وتم تمديدها للجميع إلى أول يوليو ثم إلى نهاية أغسطس وكنت أعتقد أنه تم إغلاق الملف خاصة بعد تصريح المسؤول عنه العام الماضي أن الضمانات جاهزة لكنني فوجئت هذه الأيام بعودة الملف إلى الواجهة من جديد وأن المهلة تم تمديدها (طبعاً لعيون الاتحاد السعودي) أو لنقل تقديرا له ولمكانة المملكة وأن العقبة الوحيدة مازالت (على حطة إيدك) وزارة المالية ووزارة التجارة والصناعة.

يقول خبر تم نشره أمس في هذه الصحيفة:

(أوضحت وزارة المالية أنه إشارة إلى ما تداولته وسائل الإعلام مؤخراً من أن حظوظ السعودية في استضافة كأس آسيا تسير في التراجع وعزو ذلك إلى تأخر وزارتي المالية والتجارة والصناعة في تقديم الضمانات المطلوبة فإن الوزارة تؤكد أن ذلك غير دقيق مبينة أنه كانت هناك جوانب نظامية ليست من صلاحيات الوزارتين وتم تجاوزها وقدمت الضمانات وفق البحث الذي تم بين الجهات الحكومية).

فيما تحفظ المتحدث الرسمي باسم الاتحاد عدنان المعيبد على البيان قائلا:

(ملف الاستضافة مازال ناقصاً ولن يكتمل قبل أن نحصل على الإعفاء الجمركي من مصلحة الجمارك والمحافظة على العلامة الجمركية من قبل وزارة التجارة، مضيفاً أنهم حينما طلبوا الضمانات من وزارة المالية كانت في محلها كونها المشرفة على مصلحة الجمارك وهي التي يجب أن توجهها لإصدارالإعفاء الجمركي وأنهم سينتظرون ما ستسفر عنه الأمور من الجهتين) ومؤكدا أن الذي طلب الضمانات هو الاتحاد الآسيوي وليس السعودي وهذا التأكيد له مغزى.

اتحاد القدم جاهز بكوادره الإدارية والفنية وبالبنى التحتية ومازالت الضمانات الحكومية تقف عقبة أمام حلم ظل يراود السعوديين وأمل يتطلع إليه الآسيويون فهل هؤلاء المسؤولون لايدركون ذلك أم أنهم لا يدركون معنى أن تستضيف المملكة نهائيات بحجم أمم آسيا؟

أتساءل:

ماهي الإماكانيات الاقتصادية والسياسية والرياضية لإندونيسيا وفيتنام وماليزيا وتايلاند مقارنة بالمملكة؟

هذه الدول قدمت ضمانات حكومية واستضافت كأس آسيا ونحن لنا عام كامل لم نسطع تقديم هذه الضمانات ولذا لا غرابة أن يرفض موظف جمارك في ديسمبر الماضي دخول كأس العالم للرياض ضمن جولة عالمية إعلامية لأسباب بيروقراطية لولا تدخلات اللحظة الأخيرة.

سادتي الكرام:

تفهموا الوضع أو قولوها صريحة و(لا تفضحونا) أمام الآسيويين.

والله من وراء القصد،،،