من الصافرة إلى الصافرة
قلت كثيرا وغيري أكثرأن مباريات النصروالهلال في كفة وبقية المباريات في كفة مع احترامي وتقديري لبقية الفرق وقد تحدثت عن ذلك قبل أيام عقب فوزالنصرعلى الهلال في نهائي كأس ولي العهد ومهما كانت ظروف الفريقين ووضعية المباراة ونوعها فإن لقاءات الهلال والنصرتحقق جميع المتطلبات ألتي يجب أن تكون عليها مباراة كرة القدم الحقيقية وأقلها أن تجبرالمشاهد أوالحاضرعلى متابعتها من صافرة البداية إلى صافرة النهاية.
في هذا الموسم استمتع المتابع والجمهورالرياضي على وجه الخصوص بثلاثة لقاءات بين الفريقين فازالنصربإثنين منها بـ 2ـ1 (الدورالأول ونهائي ولي العهد) وفازالهلال بآخرها 4ـ3 (الدورالثاني) وموعودون بلقاء رابع في ربع نهائي كأس الملك إذا ما سارت الأمورلصالح الفريقين.
هذه اللقاءات إرتفعت بمستوى الموسم عموما والدوري بالذات بعد أن غابت مستويات العديد من الفرق الكبيرة مما أثرعلى الأداء العام للمباريات وأوجد فارقا كبيرا أوفجوة بين فريقي الصدارة وبقية الفرق سواء في العطاء الفني أوفي الرصيد النقطي وجعل الإثارة والمنافسة تنحصرفي مراكزالوسط أكثر.
مباراة الجمعة (أمس الأول) كانت تتوافرلها كل المقومات ألتي يمكن أن تعصف باللقاء من حساسية وضغوط نفسية على الفريقين وأخطاء تحكيمية وهالة إعلامية سبقتها وبين فريقين:
فريق يكفيه التعادل (النصر) لتتويج تأريخي كان متوقعا قبل المباراة واستعد له منذ أيام.
وآخر(الهلال) يبحث عن استعادة هيبة فقدها في لقاءين متتاليين ومعرضة للانهيار وربما الغياب هذا الموسم.
ومع ذلك
قدم الفريقان مباراة حبست الأنفاس وأمتعت والجمهورالمتابع من الصافرة إلى الصافرة وبرزت فيها الروح الرياضية في أسمى معانيها وهذا هوالمهم.
وتمثلت فيها كل متطلبات هذا النوع من المباريات من خطط وأداء وروح وأهداف بالجملة وصلت إلى7 أهداف ولك أن تتصورمباراة طرفاها النصروالهلال فيها هذا الكم من الأهداف للفريقين على مدارالشوطين.
وتجلت فيها أصالة الفرق الكبيرة في تعاملها مع الأحداث ..
أكد الهلال أنه فريق كبيرقادرعلى استعادة هيبته وأنه لايتأثربالضغوط النفسية سواء قبل المباراة أوأثنائها وهويلعب.
وأثبت لاعبوالنصرأنهم كبارا على قدرالمسؤولية في روحهم وتعاملهم مع ظروف المباراة وعودتهم إليها رغم خسارتهم 1ـ4 وهم يسجلون هدفين ويلعبون حتى الرمق الأخير..
كارينومدرب النصرلم يكن هناك مايبررنقاشه مع حكم المباراة بهذه الصورة وتطويره رغم أن المباراة كانت تسيربصورة طبيعية ولم تكن هناك أخطاء تستدعي ذلك وهومدرب عالمي ويعرف أبعاد ذلك ويبدوأنه كان يرمي إلى استخدام العامل النفسي الذي أشتهربه فدفع الثمن عندما طرده الحكم وأثبت أن دوره في الملعب نفسي أكثرمنه فني.
سامي الجابرأثبت أنه مدرب يملك فكرارياضيا وروحا عالية وهويتعامل مع أحداث المباراة حتى بعد الطرد فكانت كل خطواته محسوبة وتبديلاته في مكانها الصحيح.
وأثبت الهلال وهذه نقطة مهمة أنه لايعتمد على أسماء معينة وأن اللاعب ألذي (يتثاءب) أثناء التمرين لامكان له في صفوف الفريق وهي رسالة لهذا النوع من اللاعبين الذين ربما وجدوا أنفسهم ذات يوم خارج أسوارالنادي وليس حدود الملعب فقط.
مباراة أمس الأول درس مجاني لما يجب أن تكون عليه مباراة في كرة القدم من انضباط تكتيكي وأداء قتالي وروح إنتماء للفريق.
والأهم من هذا كله الروح الرياضية ألتي تجلت أثناء وبعد المباراة وهومايجب أن تكون سائدة بين جميع أندتنا وفي كل المباريات.
والله من وراء القصد