جائزة (الرياضية)للتميز الرياضي
عندما كنت أعمل في مجال الإعلام الرياضي وتحديدا الصحافة المقروءة وبصورة مباشرة كمسؤول كنت أحلم بجائزة رياضية سنوية للمبرزين رياضياً تحاكي الجوائزالعالمية حيث نسمع آنذاك ومازلنا عن الكثير منها.
كان ذلك قبل مايقارب 3 عقود وربما كان حلمي محدودا وقتها بجائزة معينة وجاءت صحيفة "الرياضية" لتحقق هذا الحلم وبصورة فاقت تصوراته.
و"الرياضية" هي أكثر الجهات تأهيلاً في تبني مثل هذا العمل لتخصصها في هذا المجال أولاً .. ثم لأنها تملك الإمكانات الفنية والإدارية ودعم المشرفين عليها من القياديين في المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق أو من قيادتها التحريرية.
بدأت جائزة "الرياضية" للتميز الرياضي كغيرها من الجوائز حتى وصلت في زمن قياسي إلى المستوى الذي يحاكي الجوائزالعالمية بل وتفوقت عليها بشموليتها وليس تخصصها في لعبة واحدة فقط، حيث تنوعت مجالاتها في مختلف الألعاب وحتى في مجال اللعبة الواحدة ككرة القدم مثلا وبات الفوز بها حلماً يراود كل رياضي في المملكة وفي أي مجال بعد أن أصبحت أهم جائزة رياضية تمنح للرياضيين على مستوى العالم العربي سواء من حيث قيمتها المادية أو المعنوية أوأسلوب تقييمها وتقديمها والاحتفال المصاحب لذلك مما جعلها محط الاهتمام والترقب السنوي لها من قبل الرياضيين والمهتمين بالشأن الرياضي.
لقد تعودنا في كثيرمن الجوائز الرياضية أن تكون مقصورة على لعبة واحدة أو على نمط معين ومحدد في اللعبة كهداف الدوري أو أفضل حارس وغيرها من الجوائز التي قد لا تخضع لمعاييردقيقة وربما كان الهدف منها إعلامياً أو تسويقياً للجهة المانحة لكن جائزة "الرياضية" تميزت بشموليتها للرياضيين في مختلف الألعاب وللأندية أيضا في مختلف الدرجات ولنوعية الجوائز وتصنيفها بدءاً من الجوائزالفردية إلى الجائزة العامة على مستوى المملكة.
ولأن الجائزة تقوم في اختياراتها للرياضيين الفائزين بها على معايير واضحة وأسس علمية وفق لجان مشهود لها بالكفاءة والحيادية فقد أصبحت هذه الجائزة مقياساً أو لنقل أحد أسسس تقييم الرياضيين خاصة لاعبي كرة القدم ومعيارا لأسهمهم في بورصة انتقالات اللاعبين وعطاءاتهم وهنا لا أتحدث فقط عن اللاعب المحلي ولكن حتى اللاعبين المحترفين غيرالسعوديين وهذه نقطة تحسب للجائزة بشموليتها لكل الرياضيين دون استثناء بغض النظرعن جنسياتهم وهو ما تسيرعليه الجوائز العالمية المشابهة، ثم إن هؤلاء جزءاً من الحراك الرياضي ويشاركون في منافساته وبالتالي لابد من أن يخضعوا للتقييم والتقدير حيث أضحت أحد معايير نجاحهم في الدوري المحلي ويمكن أن تبني عليها الأندية أسس الاختيار وتقييم عطاءاتهم وأدائهم خلال الموسم.
ومن جانب آخر فقد أصبحت الجائزة عامل دعم وتشجيع للرياضيين عموماً وللاعبي كرة القدم على وجه الخصوص لمواصلة العطاء والحفاظ على مستواهم والارتقاء به، ولاحظنا أن عددا من اللاعبين الذين سبق لهم الفوز بها كلاعبين واعدين باتوا ينافسون على الكرة الذهبية لأفضل لاعب وآخرين كهدافين لدوري ركاء أصبحوا مرشحين وينافسون عليها في دوري عبداللطيف جميل.
الأمر الآخر الذي حقققته الجائزة أو أثبتت نجاحه هو التناغم بين القطاعين الرياضي والخاص والشراكة بينهما من خلال رعاية هذه الجائزة منذ إنشائها وهي نقطة إيجابية أخرى ضمن العديد من النقاط التي تحسب للجائزة ولهذا القطاع.
جائزة "الرياضية" للتميز الرياضي يجب ألا ننظرإلى قيمتها المادية فقط بقدر ما ننظرإلى قيمتها المعنوية بعد أن أصبحت هدفاً وطموحاً لكل الرياضيين.
والله من وراء القصد،،،