2014-02-13 | 07:40 مقالات

يعطيك خيرها

مشاركة الخبر      

"الله يعطيك من خيرها ويكفيك شرها"

اعتدنا أن نقولها لبعضنا البعض عندما يحصل أحدنا على منحة أو هدية عينية لكنها اشتهرت أو ارتبطت أكثر بالحصول على سيارة جديدة أواقتنائها وكأنما تنطوي هذه العبارة على رسالة أو مضمون يوحي بخطورة المركبة أواحتمال تعرضها للخطر وليس شرطاً أن يكون من قائدها أو من ذاتها وإنما أيضا من أطراف أخرى ربما هي الأغلب.

هذه العبارة أرادت جمعية رعاية الأطفال المعاقين ترجمتها إلى برنامج عمل وتنفيذه على أرض الواقع وبعبارة موجزة ملؤها التفاؤل وآماله بعيدا عن الشر وآلامه (يعطيك خيرها)

وعندما تبادر الجمعية بهذه الخطوة التي يفترض أن تصدر من جهات أخرى فلأنها استشعرت حقيقة الأمر وخطورته من خلال تعاملها المباشر معه ورعايتها لبعض ضحاياه حيث تؤكد الدراسات أن أكثر من 20 حالة وفاة يوميا في المملكة بسبب حوادث المرور ومعنى ذلك أن أضعاف هذا العدد مصابون وتختلف درجة الإصابة من حالات بسيطة إلى إعاقة شديدة بل إن هناك دراسات أخرى تؤكد أن ضحايا المرور لدينا تفوق في عددها ضحايا الحروب في دول مجاورة.

هذه الحوادث والإصابات الناتجة عنها تكلف خزينة الدولة ما يزيد عن 20 مليارريال سنويا حسب الإحصائيات والقضية ليست في الرقم ولكن في عدم قدرة الجهات ذات الاختصاص في متابعة الحالات الناتجة ومعالجتها ورعايتها بعد الإعاقة نظرا لكثافة أعدادها.

الجمعية توجهت إلى الجهات ذات العلاقة سواء المباشرة أوغيرالمباشرة لتنفيذ هذا المشروع ودعمه بمباركة ورعاية كريمة من رئيس مجلس إدارتها الأمير خالد بن بندر أمير منطقة الرياض ويأتي في مقدمة هذه الجهات:

ـ الإدارة العامة للمرور

كجهة مباشرة في الحد من الحوادث المرورية وضبطها من خلال سن القوانين وتطبيقها على الجميع دون استثناء.

ـ رابطة دوري المحترفين

من منطلق اهتمامات الشباب وهم الجهة المستهدفة بكرة القدم وبالتالي توصيل رسالة لهم عبر أسرع الطرق وأيسرها.

ـ الإعلام

زارت الحملة كبريات الجهات الإعلامية وهيأت برامج تلفزيونية وتوعوية لذلك.

ويبقى دور هذه الجهات في التفاعل مع الحملة وتنفيذها كل فيما يخصه لتحقيق الهدف المنشود من انطلاقها.

على أن هناك جهات أكثر أهمية ولا أظن الحملة غافلة عنها تسهم في مستقبلها وتحقيق أهدافها على المدى البعيد انطلاقاً من مبدأ (الوقاية خير من العلاج) فالقوانين والأنظمة والتعليمات وحتى التوعية وحدها لا تكفي ما لم يكن هناك تعاون من البيت والمدرسة والمجتمع بالتنسيق مع هذه الجهات.

أئمة المساجد وخطباء الجمعة عليهم مسؤولية توعية المجتمع وهذه بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف.

المدرسة وهي الأكثر أهمية وزيارتها وتخصيص حصص النشاط وعرض أفلام توعوية قصيرة لا تستغرق بضع دقائق وبأسلوب شيق لتوضيح أخطار مثل هذه التجاوزات بالتنسيق مع إدارات التعليم أو الوزارة نفسها من خلال إدارة النشاط المدرسي وأيضا إدارة المناهج لتضمينها شيئا من ذلك.

ونخطئ إذا اعتبرنا أن الحوادث المباشرة أوقطع الإشارة هي المعنية فقط بل إن هناك ضوابط أخرى يجب التقيد بها كاحترام الطريق وعبورالمشاة والمواقف والتزام مبادئ السلامة المرورية وصيانة المركبة كلها عوامل تؤدي بصورة مباشرة إلى هذه الحوادث إذا تم إهمالها وعدم الاهتمام بها.

ويستغرب سمو أمير منطقة الرياض أن نتقيد بالأنظمة المرورية عند سفرنا للخارج وهذا صحيح وكلنا يعرف السبب فالقضية ليست في وجود أنظمة مرورية ولكنها في تطبيق الأنظمة فنحن لدينا نظام ولكن الغريب عدم تطبيق هذا النظام.

والله من وراء القصد،،،