اللقطة ليست للنشر
فاز النصر بكأس ولي العهد ورفع الكأس في منظر لافت وكان حدثاً إعلامياً يحتوي كل مكونات الخبر الصحفي.
وتواجد أكثر من 62 ألف مشجع من جماهيرالناديين في حضور لافت لم يشهد ملعب الملك فهد الدولي مثله منذ مدة طويلة وربما كانت المرة الأولى على مستوى الأندية وقدموا لوحات جميلة عبر المدرجات وهذا ما جعل كثيرا من الصحف ووكالات الأنباء العالمية تنقل الحدث وتعلق عليه.
لكن لقطة لفتت الأنظار وأشار لها كثيرون وتمنيت لو تم التركيز عليها أكثر والتعليق حولها وإذا كانت الدموع اغرورقت لإنسانيتها فقد اغرورقت أيضا لجمالها.
المنظر كان لأحد ذوي الاحتياجات الخاصة ـ أو كما يسميهم الصديق بندر الصالح ذوي القدرات الخاصة ـ يجلس على عربة مرتديا شعارالنصر يدفعه آخرمن ذوي الاحتياجات الخاصة أيضا مرتدياً شعارالهلال يدخلان الملعب لحضور المباراة.
لقطة كانت تحمل الكثيرمن المعاني وتختزن الكثيرمن المضامين كل يمكن أن يتناولها وفق ثقافته ونظرته لكن الجميع يتفقون على أنها تمثل جانباً مهماً نحن أحوج ما نكون إليه هذه الأيام وهو(الروح الرياضية) واحترام ميول الآخر.
كنت أتمنى ألا يكتفي الإعلام المقروء بنشرها والتعليق عليها بسطر أوسطرين ولا المرئي وهو يمرعليها مرورالكرام.
لقطة كهذه كان المفروض أن تؤخذ كنموذج ورسالة للمجتمع والجيل الرياضي وأن تتم إستضافة بطليها عبرالإعلام المرئي في حديث عن المعاني السامية وراء هذه الخطوة ودلالاتها فهي تقدم رسالة لا يستطيع أي برنامج أوغيره تقديمها وتوصيلها للمتلقي وهي لا تستغرق ثوان أو دقائق لكنها تغني عن ساعات من (حوارالطرشان) في كثير من البرامج الرياضية التي لا يستفيد منها المتلقي.
الروح الرياضية في نهائي كأس ولي العهد لم تتمثل في هذه اللقطة فقط وإن كانت الأبرز فقد تمثلت أيضا في تهنئة رئيس الهلال لرئيس النصر بعد المباراة وتبادل التحايا بين اللاعبين قبل المباراة والتهاني بعدها مرورا بمدربي الفريقين وتمثلت في أداء اللاعبين وتبادل الابتسامات والتفرغ للأداء الراقي والبعد عن كل مايخدش جمال المباراة.
الروح الرياضية أيضا تمثلت قبل المباراة في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال تويتروتغريدات متبادلة وطلب لإعادة تغريدها.
تابعت الهلال والنصر أكثرمن40 عاما خلف الشاشة أو من المدرج أو قراءتي للصحف و35 عاما إعلاميا عن كثب كان فيها الفريقان مثالا للروح الرياضية والتنافس الشريف في جميع اللقاءات والمناسبات وقد أعادتني هذه اللقطة لتلك السنوات عندما كان المشجع النصراوي والهلالي يتجهان راجلين للملعب أومجموعة في سيارة واحدة ويجلسون في مدرج واحد.
حتى لاعبي الفريقين أنفسهم يسهرون قبل المباراة وبعدها مع بعضهم في نقاشات تدور حولها دون أن تخرج بهم عن إطارها الصحيح.
ما حدث في هذا النهائي من روح رياضية عالية ألفناها في لقاءات النصر والهلال على مر التاريخ يجب التركيز عليه والتمثل به خاصة من قبل إعلاميي وبرامج القنوات الرياضية لتتنامى هذه الروح بدلا من استغلال هذه الفرصة (أعني النتيجة) من قبل البعض لتصفية حسابات شخصية أو إسقاطات متبادلة بينهم وهي الروح التي يجب أن تسود في جميع المباريات والمنافسات لتعميم هذه الثقافة وهذه الطبيعة من التنافس على الجميع بمختلف ميولهم وتوجهاتهم.
والمثالية التي ننشدها وندعوا إليها لا تلغي وجود بعض التعليقات ورسائل الجوال وغيرها والأفعال والأفعال المضادة بين جماهيرالفريقين مما يمكن أن يصنف على سبيل المزاح والنكتة فهي ملح المنافسة وأحد عوامل تنميتها المهم ألا تخرج عن النص وتصل إلى ذات الأشخاص أو التقليل من الكيانات.
والله من وراء القصد،،،