احموا أنفسكم من أنفسكم
يقول خبر تم نشره في هذه الجريدة يوم أمس إن رئيس لجنة الحكام في اتحاد القدم عمرالمهنا سيتقدم باستقالته أوسيقدمها أمام الحكام في اجتماع خاص وسري يعقد معهم صباح اليوم إذا أجمعوا على أن الخلل من اللجنة فيما وصل إليه التحكيم من مستوى متدن وأخطاء لاتغتفر.. وليتها تأتي اعتراضا منه على مستوى التحكيم بصورة عامة خلال هذا الموسم وأداء الحكام وإن كانت توحي بشيء من ذلك رغم الجهود التي بذلتها اللجنة كما يقول من أجل إعدادهم نفسيا وفنيا وبدنيا، وإن عددا من الحكام الدوليين سيقابلون المهنا بورقة من المطالبات التي يرون أنها تعيق أداءهم تتلخص في ثلاثة مطالب تتعلق بتأخرصرف مكافآت الحكام البالغة 12 مليون ريال ومكافأتهم منذ الجولة 12 من دوري جميل وحتى الآن البالغة نصف مليون ريال وحماية اتحاد القدم لهم.
لا أحد ينكرالجهود التي بذلها الدولي عمرالمهنا في اللجنة منذ استلامه زمام الأمورفيها خاصة هذا الموسم، واجتماعاته الشهرية المفتوحة مع الحكام التي تتسم بالشفافية والوضوح، وإذا ما تقدم باستقالته احتجاجا على أداء الحكام فالحق معه وهي شجاعة تحسب لأبي عبدالعزيز إذ لم يسبقه أحد لمثل هذه الخطوة، وهي تعني اعترافه بمستوى هؤلاء الحكام وعدم قدرتهم على تطويرذاتهم بعد الجهود التي قامت وتقوم بها اللجنة وكأنما لسان حاله يقول (الضرب في الميت حرام)، وأنا هنا لا أدعوه لتقديم استقالته لكنني أنظرإلى موقفه ورؤيته للوضع.
أما الحكام فإن التساؤل المطروح:
ما العلاقة بين تأخرهذه المستحقات وصرفها ومستوى أدائهم؟ وقبل الإجابة عليه أشيرإلى أنني سبق أن تحدثت عن تأخرالمكافآت متسائلا عن السبب خاصة ونحن نعرف أنها مرصودة أوعلى الأقل كان بالإمكان توفيرها أولا بأول قبل أن تتراكم، أما المكافآت الأخرى منذ الأسبوع الـ 12 حتى الآن فصرف ما قبلها من جولات يؤكد أنها في الطريق.
وأعود للتساؤل لأؤكد أننا جميعا ندرك دورالراحة النفسية لأي إنسان في عطائه، ولاشك أن صرف المستحقات يسهم في ذلك، لكن هؤلاء الحكام هم في الأساس غيرمحترفين والمكافأة ليست مصدردخل رئيس لهم وهي (مكافأة) وقيمتها أيضا ليست بذلك التأثيرعلى معيشة الحكم ومتطلباته الأساسية ولست هنا أقلل من أحقيته بها بل أطالب بانتظامها وأن يتسلمها قبل دخوله الملعب، لكنني أتحدث هنا عن علاقتها بأدائه المهزوزفي المباريات وهي في هذا الوضع وهذه القيمة بالنسبة له.
أما مطالبتهم اتحاد الكرة بحمايتهم فالتساؤل أيضا عن ماهية هذه الحماية بل إن الأندية هي التي تطالب الاتحاد بحمايتها من أخطائهم، فالعقوبات هي أقصى ما يفعله الاتحاد من خلال لجنة الانضباط وفق الأنظمة القائمة وهي عقوبات (لاتسمن ولاتغني من جوع) في نظرالقائمين على الأندية.
واتحاد القدم لايستطيع أن يحمي حكما يرتكب أخطاء بدائية تضعه في موقف حرج أمام الأندية والمجتمع الرياضي وهويقدم حكاما بهذه النوعية.
نعم من حقهم أن يطالبوا الاتحاد بحمايتهم لوكانت الأخطاء نادرة أوقليلة وفي حكم المقبول كما وكيفا، لكن أن تتحول إلى كوارثية وتغييرفي موازين الدوري وفي كل الجولات إن لم تكن جميع المباريات، فعلى هؤلاء الحكام أن يخجلوا من أنفسهم أولا وأن يحموا أنفسهم من أنفسهم قبل أن يطلبوا ذلك من اتحاد القدم.
والله من وراء القصد.