نوبل وتويتر
في عام1867 اخترع الفريد نوبل الديناميت بعد أن وجده المادة الأسهل والأكثرأمانا للتعامل مع النيتروجليسرين وهوالذي كان يعمل في مجال المتفجرات بحكم دراسته في الكيمياء ضمن أسرة تعمل في تجارة السلاح وقد تم استخدام الديناميت بعد هذا على نطاق عالمي واسع في مجال التعدين وبناء شبكات النقل ويقال إنه لم يكن يعلم أن هذا الاختراع سيتم توظيفه في تدميرالبشرية وهلاكها وعندما مات شقيقه لودفيج عام 1988 نعت صحيفة فرنسية الفريد بالخطأ ظنا أنه المتوفى قائلة (تاجرالموت ميت) وعبارات أخرى أكثرسوءا وشعرنوبل بخيبة أمل بعد قراءته النعي وساوره القلق كيف سيحتفل العالم بذكرى موته فأوقف معظم ثروته كجائزة عرفت باسمه في مجالات العلوم حيث تخصصه وفي مجال السلام ويقال إنها تكفيرمنه لهذا الذنب.
في فبراير2004 أسس مارك زوكربيرج الفيس بوك وانتشربـ 96 لغة وفي يوليو2006 أسس جاك دورسي تويترالذي انتشربـ 16 لغة وهي مواقع تهدف للتواصل الاجتماعي وربط العالم بشبكة من التواصل تلاشت معها أوتكاد نظرية مارشال ماكلوهن التي أطلقها قبل نصف قرن تقريبا وبعد اختراع التليفزيون والنقل التلفزيوني (العالم قرية كونية) ويبدوأن العالم أصبح الآن (مقهى كوني) إن صح التعبيروربما أصغر.
الفيس بوك وتويترخرج بها البعض عن مسارها الصحيح وتم استثمارها في غيرماقصد مؤسسوها فتسببت في قيام ثورات وتغييرأنظمة اجتماعية والتدخل في خصوصيات الدول والأفراد وتأليب المجتمعات على الحكومات وعلى القيم الإجتماعية من خلال شخصيات وأسماء ظاهرها حقيقي وباطنها أبعد مايكون عن ذلك بل ربما أيضا في موقعه الجغرافي وتوجهها الأيديولوجي.
من المقبول أن يختفي البعض خلف شخصيات وهمية بحكم وضعه الاجتماعي كمسؤول يريد أن يوصل رسالة معينة دون أن تحسب عليه أوالمرأة في بعض المجتمعات عندما تكون هذه الرسالة في إطارصحيح لكن المشكلة عندما يكون هذا التخفي بهدف توصيل رسالة لتحقيق أغراض معينة.
الوسط الرياضي جزء من هذا المجتمع ويلعب دورا هاما وكبيرا في تحريك هذه المواقع والتأثيرفيها.
لقد كشف تويترالقناع عن كثيرممن كان البعض يرى فيهم المثالية والرأي الحيادي وأكاد أجزم أن بعضا من الشخصيات الوهمية هي في الواقع شخصيات حقيقية تعيش بشخصيتين متناقضتين فتطرح عبر اسمها الحقيقي المثاليات ومن جانب آخرتمرر رسائل مبطنة بالتعصب والافتراء على آخرين والإساءة لهم دون حياء أومراعاة لمشاعرهم.
وفئة أخرى معروفة ولكنها تمررمثل هذه الرسائل:
ــ إما لأنها لا تستطيع الوصول إلى الإعلام المقروء أوالمرئي أولا تجد لها مكانا فيه.
ــ أولأنها تدرك عدم إجازتها من ذلك الإعلام فتجد المجال مفتوحا في تويترلتقديم هذا النوع من الرسائل.
مواقع التواصل الاجتماعي وسائط إعلامية والإعلام في مفهومه لذاته لايعتبرنفسه مصلحا اجتماعيا أوحارسا لقيم المجتمع بقدرمايقدم رسالة بغض النظرعن المضمون.
هذه المواقع و(تويتر) على وجه الخصوص أصبحت مجالا خصبا لزرع بذورالتعصب الرياضي وتنميتها في ظل الإختباء خلف المجهول دون رادع من ضميرأوخوف من رقيب.
في (تويتر) أنت رئيس تحرير(نفسك) فتكتب ماتريد وقت ماتريد كيفما تريد وتجيزماتريد دون حسيب أورقيب لكن إذا غاب (رقيبك الذاتي) فعليك أن تدرك أن هناك (رقيب عتيد)
وعلى طريقة (نوبل) هل سيندم (جاك رودسي) يوما ما عندمل تطاله لعنات (البعض) وقد طالته أم يرى أنه مؤسس لوسيلة وغيرمسؤول عن (المضمون)
والله من وراء القصد