2014-01-19 | 07:43 مقالات

الاعتذار وأبناء إنسان

مشاركة الخبر      

بعد نهاية مباراة الشعلة والاتفاق ضمن دوري جميل وما صاحبها من إتهامات للاعب الاتفاق إبراهيم هزازي من قبل مسؤولين في نادي الشعلة من بصق (أعزكم الله) على أحد أبناء جمعية إنسان والإساءة إليه كتبت زاوية بهذا الخصوص قلت فيها (لن أتحامل على هزازي ولن ألتفت إلى تاريخه مع الاتحاد والأهلي وحتى مع الاتفاق والعقوبات المتكررة التي صدرت بحقه من لجنة الانضباط ومن ناديه لأنني أنظر لكل حادثة بمعزل عن الأخرى ولن تأخذني العاطفة لأن أحد الأطراف طفل يتيم من أبناء جمعية إنسان وأنبري للدفاع عنه.

لن أنظر لهذا كله لكنني سأنظر للموضوع بحيادية تامة .. إلخ)

لم أكن أعتقد ببراءة إبراهيم هزازي وفي ذات الوقت لا أتهمه لكنني بنيت رأيي على ردة الفعل لديه حول الإتهامات التي طالته وتصريحاته بهذا الخصوص وكذلك تصريحات الطرف المقابل (الشعلة) ومسؤول في جمعية إنسان.

الآن

وبعد أن ثبتت براءة الهزازي مما نسب إليه ما هو موقف الذين اتهموه؟

وقبل الحديث عن هذه النقطة لابد من الإشارة إلى أن لجنة محايدة تم تشكيلها لدراسة الحالة اطلعت على ملف القضية واستندت إلى أقوال جميع أطرافها وأصدرت قراراتها النهائية التي تركزت في عدم ثبوت ما ادعاه نائب رئيس نادي الشعلة بحق اللاعب إبراهيم هزازي والرفع بشأنه إلى مقام رعاية الشباب والتوصية بعدم الاستعانة بأبناء جمعية إنسان بجمع الكرات والإكتفاء بتخصيص أماكن لهم في الملاعب الرياضية وهذا يعني براءة إبراهيم هزازي مما نسب إليه.

سأتوقف هنا عند نقطتين هامتين:

الأولى:

السؤال الذي طرحته عن موقف من اتهم الهزازي الآن؟

ربما ينال عقوبة دنيوية قد ينتهي تأثيرها بانتهاء الأثر لكن ماذا عن موقفه من نفسه وضميره للأسف أننا ننطلق في أحكامنا على الآخرين وهنا أتكلم بصورة عامة وليس كحالة خاصة من آراء آخرين على طريقة عادل إمام في مسرحيته الشهيرة شاهد ما شفش حاجة والدليل (آلو لو) دون أن نتثبت من مصداقيتهم لمجرد معرفتهم ونعتمد أيضا على تاريخ الآخروسجله في الأخطاء ودون أن نعي أهمية الفصل بين حالة وأخرى وأن سجل الإنسان حسناً كان أوغير ذلك ليس دليلا على تصرفاته في كل الأوقات حتى وإن كان مؤشرا يمكن الاستناد عليه.

وحسبي أننا لو راجعنا جميع الاتهامات والتصريحات التي تصدر من البعض وتم التعامل معها كما تم التعامل مع قضية (الشعلة ـ هزازي) لكان معظمها لايستند على أسس صحيحة.

من حق هزازي الآن أن يطالب بتعويضه وإنصافه على اتهامه دون وجه حق والاعتذار رسمياً له ويظل التساؤل عن الذين اتهموه وتباكوا إنصافاً لأيتام وبنوا آراءهم على السماع هل يملكون الشجاعة بالاعتذار إنصافاً له بعد أن تبينت لهم الحقيقة؟

الثانية:

منع أبناء إنسان من تجميع الكرات درءاً للإساءة لهم ومراعاة لمشاعرهم وهذا يمكن أن يكون مقبولا لو حصل لكنه لم يحدث وقد ثبت عدم صحة ذلك ولايمكن أن نتخذ قرارا كهذا خوفاً من المستقبل.

شخصيا أعتقد أن لمشاركتهم أبعادا اجتماعية كبرى وانعكاسا إيجابيا على شخصيتهم وأرى أن أكثر المؤهلين للحكم على إيجابية ذلك من عدمه هم القائمون على الجمعية نفسها بحكم قربهم من هؤلاء وتخصصهم الاجتماعي أيضا وإذا كان هناك من أخطأ بحقهم (وهو لم يثبت) فإننا نخطئ أكثر عندما نعالج ذلك بخطأ أكبر.

والله من وراء القصد،،،