2014-01-10 | 07:26 مقالات

للتاريخ .. الاجتماع العاصف (3)

مشاركة الخبر      

على مدى حلقات تحدثت في زاوية الجمعة (للتاريخ) عن فترة النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي التي شهدت تذبذباً في الكرة السعودية والصحافة الرياضية ودور فهد الأحمد في تلك الفترة والاجتماعات التي كان يعقدها الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) مع الإعلاميين السعوديين لتصحيح كثير من الأوضاع وآخرها (الاجتماع العاصف) وطلب فيه من الدكتور صالح بن ناصر رفع برقية لوزير الإعلام بإيقاف الزميلين مبارك الدوسري ومحمد العوام لتغيبهما عن حضوره وحديثه القوي غير المألوف والصريح في ذلك الاجتماع حول ما يطرح في الصحافة وتأثيره على وحدة الوطن ومقابلة فهد الأحمد في جريدة الجزيرة التي لم ينشر جزؤها الثاني عقب ما دارفي الاجتماع وإيقاف زاوية (بصراحة) للأميرعبدالرحمن بن سعود التي كانت تظهر في “الرياضية” بداية صدورها وتوقفت عند تساؤل سموه في نهاية حديثه:

أحد عنده سؤال؟ حيث طلبت الكلمة فماذا حدث؟

كانت عيناي ترقبان سموه وبعد فترة من الصمت المخيم على المكان وعندما شعرت أنه سينهي المؤتمر حيث لم يسأل أحد رفعت يدي طالباً الكلمة فأشار بيمينه تجاهي تفضل فقمت واقفاً وقلت من مكاني:

ـ ليسمح لي الزملاء أن أتحدث باسمهم فأنا أمون عليهم وأشكر سموكم على هذه الكلمة الضافية وثق سمو الأمير أنه لا أحد منا يريد أن يزعزع أمن هذا الوطن أو يهدم وحدته لكننا قد نخطئ الطريق فنحن بشر وهدفنا في النهاية خدمة مصلحته ويغيب عنا الكثير ولهذا نحتاج بين فترة وأخرى إلى مثل هذه اللقاءات لتبصيرنا بأخطائنا وأعد سموكم أن حديثكم اليوم سيكون نبراساً نسير عليه وخطة عمل لمرحلة قادمة نلتزم بتنفيذها إن شاء الله .. وبعد أن لاحظت الإرتياح بادياً عليه من خلال تعابيره وبعد لحظات من الصمت رفعت يدي مرة أخرى قائلا:

ـ لي طلب أبا نواف .. فقال تفضل .. قلت:

ـ الزميلان محمد العوام ومبارك الدوسري نعرفهما ويعرفهما الزملاء من أكفأ الموجودين في الصحافة الرياضية علماً وثقافة ومهنية وهذه المرحلة تتطلب مثل هذا النوع من الكفاءات وتحتاجهم أكثرمن غيرهم وهو ما ركزعليه سموكم الكريم فقال:

ـ طيب ليش غابوا إذن؟ فقلت:

ـ لعل له عذر وأنت تلوم فقال:

ـ وش عذرهم؟ فقلت:

كما قال الأستاذ منصور إن الزميل العوام مدير العلاقات في الهيئة الملكية للجبيل وينبع ولديه وفد أمريكي لزيارة جناح الهيئة في الجنادرية والأخ مبارك محاضر في الكلية المتوسطة بالدمام واليوم بدء الاختبارات وأحب أن أحيط سموكم علما أننا لم نبلغ بموعد هذا الاجتماع إلا يوم الأربعاء هاتفياً وأمس وأمس الأول إجازة ولم يتمكن أي منهما بتكليف من يقوم مقامه لضيق الوقت ولا أعتقد أن أيا منهما سيتخلى عن المسؤولية لأنه لم يحضر وإذا كان الهدف أن يصلهما ما دار في الاجتماع فهذا أمره سهل عن طريقنا أو عن طريق إدارة الإعلام والنشر، ولذا ألتمس من سموكم الكريم رفع الإيقاف والإكتفاء بلفت النظر أو التنبيه عليهما بعدم تكرار ذلك فقال:

ـ تلتزمون بتوصيل ما دارفي الاجتماع إليهم؟ فقلت:

ـ وأنا المسؤول وألتزم بذلك فالتفت إلى الدكتور صالح وقال له:

خلاص يا دكتور ولا حتى لفت نظر.

الأمير فيصل (رحمه الله) رغم شدته وحزمه الشديد ـ كما يصفه البعض ـ إلا أنه يحمل قلباً نظيفاً وطيباً ويتراجع عن قراره متى ما وصلته الفكرة وآمن بمصداقيتها وله في ذلك مواقف كثيرة.

الأسبوع المقبل إيقاف الصفحة الرياضية بجريدة الرياض.

والله من وراء القصد،،،