2014-01-07 | 08:13 مقالات

تحديد سقف الرواتب

مشاركة الخبر      

ينوي اتحاد كرة القدم تحديد سقف أعلى للاعبين المحترفين في اجتماع يعقده نهاية الشهرالحالي لدراسة الموضوع واتخاذ قرار فيه على أن يتم تطبيقه بدءا من الموسم المقبل.

هذا ما تناقلته الأخبارالأسبوع الماضي خاصة هذه الصحيفة وإذا ما استطاع الاتحاد اتخاذ مثل هذا الإجراء فستكون خطوة جريئة تحسب للاتحاد وتحديد سقف أعلى للاعبين كان معمولا به في بداية عهد الاحتراف ثم تم إطلاق العنان للأندية واللاعبين وفتح السقف الأعلى حتى وصلت الأمور إلى ماهي عليه الآن.

والحقيقة التي يدركها الجميع أن الأموركانت تسير طبيعية وقيمة العقود كانت معقولة ومنطقية لكنها في السنوات القليلة الماضية أخذت مسارا تصاعديا لافتا للنظروكانت البداية كما هو معروف عندما تنافس الاتحاد مع الهلال على صفقة ياسرالقحطاني وأطلق رئيس الاتحاد آنذاك منصورالبلوي تصريحه الشهيرحول قدرته على أخذ اللاعب بأي طريقة وبأسلوب كانت له ردة فعل عند اللاعب وأخذت الصفقة منحى آخر من التحدي ووصلت لمبلغ يعتبر وقتها خيالياً وبالتالي أصبحت العقود الأخرى تقاس عليها في حين أن قيمة عقد محمد الدعيع للهلال الذي سبقها بسنوات قليلة لم تتجاوزالـ 5 ملايين ريال رغم القيمة الفنية العالية للدعيع وما قدمه لناديه وللمنتخب وخلال أقل من عقد ونصف تضاعفت قيم العقود عشرات المرات وأصبحت قيمة عقد الدعيع لعدة سنوات تعادل راتب ثمانية أشهر لبعض لاعبي اليوم.

ارتفاع العقود في نظري يعود لسببين:



الأول:

أن بعض الأندية تلجأ للدخول في مفاوضات ومنافسة مع أندية أخرى على لاعب معين وهي في غير حاجته:

ـ إما لقطع الطريق على فريق منافس حتى لا يستفيد هذا الفريق من خدمات اللاعب.

ـ أو لرفع قيمته المادية حتى يخسر المنافس مادياً بهدف إحراجه وإدخاله في مشاكل مادية على المدى البعيد جراء ارتفاع قيمة العقد.



الثاني:

وكلاء اللاعبين والسماسرة الذين يلعبون دورا كبيرا في ذلك لأهداف شخصية إذ أنه كلما ارتفعت قيمة العقد كلما زادت عمولة السمسار أو الوكيل وهذا في صالحه.

كنا مجموعة من المهتمين نتناقش في بعض القضايا الرياضية فروى أحدهم وهو مصدر ثقة ومقرب من أحد الأندية أن أحدها اتفق مع لاعب على (مليون ريال) وفي الطريق للنادي سأل الوكيل اللاعب:

ما رأيك لورفعت قيمة العقد إلى مليون ونصف كم تعطيني خارج عمولتي الرسمية؟

اتفقا على مبلغ معين وفي النادي بدأ الوكيل المفاوضات طالباً مليوني ريال بهدف المساومة والموافقة على الحل الوسط (مليون ونصف) وكانت المفاجأة أن النادي وافق مباشرة وبدون مناقشة على المليونين.

اللهم لا حسد وأدعو الله أن يبارك له وأن يزيده من فضله وهو يستحق جزاء شطارته لكنني أورد هذه الحادثة للتأكيد على ما ذهبت إليه وهي تؤكد أن أنديتنا تفتقد للاحترافية في كل شيء في الإدارة وفي الأجهزة الفنية وفي تطبيقه وحتى في فن المفاوضات ولهذا ترتفع قيمة عقود اللاعبين وأيضا اللاعبين الأجانب الذين تختلف قيمة عقودهم في الخليج عنها في دول عربية أوأجنبية أخرى وحتى في المملكة عنها في دول الخليج.

تحديد سقف أعلى لمرتبات اللاعبين ليس بدعة محلية فهو مطبق في كثير من الدول وأسعار العقود في دول العالم لها ضوابط ووفق آلية معينة وليست مفتوحة كما يعتقد البعض.

للحديث صلة حول هذا الموضوع مع مقارنات بأسعار العقود مع دول عربية وأخرى مجاورة.

والله من وراء القصد،،،