التغيير بـ 1875 ريالاً
قبل شهرين بالتمام ودعنا عاماً هجرياً واستقبلنا آخر والآن نودع عاماً ميلادياً ونستقبل آخر.
الأيام تجري
والسنون تمضي
والبشر في فلكها يسبحون
رحيل عام وحلول آخر ليس مجرد رقم يضاف إلى سجلات الزمن لكنه محطة توقف للتأمل والمراجعة في بداية لم تكن إعلان تقويم بقدر ما هي نقطة تحول في تاريخ البشرية وأصبحت الآن محطة توقف حولية لمراجعة (كشف حساب) لما قدمناه في عام مضى وماذا سنقدم في عام آت؟
لا أتكلم هنا عن الكيانات ولا (كشف حساب) للمنجزات والقرارات سواء على الصعيد العام أوالشبابي والرياضي على وجه الخصوص لكنه أيضا (كشف حساب) على صعيد الفرد ومراجعة الذات.
رحيل عام وحلول آخر لا يعني فقط زيادة العدد (1) في تاريخ الأمم وحياة الأفراد لكنه دلالة على حتمية التغيير وضرورته وأن التغيير يجب أن يكون للأفضل وطي صفحة الماضي.
كثير ممن يتعاملون مع الورق والمخاطبات والتوقيع يعودون عاما كاملا للوراء مع بداية كل عام جديد لأنهم اعتادوا على تاريخ معين ويبقون على ذلك فترة حتى يستوعبوا هذا التغيير.
هؤلاء هم الذين اعتادوا على نمط معين من الروتين في حياتهم اليومية وعطاءاتهم في العمل.
التغيير يبدأ من الداخل أولاً .. ولو أن هؤلاء وغيرهم اعتادوا على هذا التغيير في نمطهم الحياتي لواكبوا التغيير في الزمن والتقويم مع بدايته دونما حاجة لأيام حتى يصبح هذا التغيير واقعاً يتعاملون معه.
تأتي بداية العام الميلادي دائما أثناء الموسم الرياضي والموسم الدراسي وحتى مواسم العمل بصورة عامة ليعطي دلالة على أن هذا التغييرلا يرتبط بالبدايات وإنما يفرضه إيقاع الزمن والحاجة إليه بمعنى أن التغيير يجب أن يكون مستمراً وأن يكون نحو الأفضل.
قرأت يوم أمس في الزاوية المجاورة للأخ الدكتور تركي العواد عن حملة تبناها شباب سعوديون من جدة تحت شعار (يللا نتغير) وسألت (العم قوقل) عنها فقال:
(إن مجموعة من الشبان السعوديين في مدينة جدة قاموا بإطلاق حملة توعوية تحت اسم "يلا نتغير"، تهدف إلى تحسين نمط الحياة للفرد من خلال ممارسة الرياضة في الصباح الباكروالحفاظ على البيئة وزيارة كبارالسن)
وأضاف:
(أن مبلغ 1875 ريالاً كان كافياً للمجموعة الشبابية ليقودوا حملتهم التي تهدف إلى تعزيز قيم إيجابية اجتماعية وعلاج السلبيات السلوكية في مواضيع اجتماعية شتى)
هذه الحملة في نظري من أكثر ما نحتاجه الآن وكونها تأتي من شباب في مقتبل العمر (بداية العشرينيات) فهي دليل على وعي شباب هذا الوطن وما يحملونه من فكر وثقافة وحس وطني ووعي بمسؤوليتهم الاجتماعية وأتمنى أن تحظى بالدعم المعنوي والمادي من كل فئات المجتمع ومؤسساته خاصة الإعلامية بإلقاء الضوء على نشاطاتها وبرامجها وتوجهاتها والهدف منها وتعريف المجتمع بها وأن يتم تعميم التجربة على بقية مدن المملكة إما بحملات أخرى مشابهة ويتم التنسيق فيما بينها أوجماعات أخرى تنتمي للحملة (الأم) وترتبط معها بطريقة أو بأخرى وأن يتسع نطاق الحملة وبرامجها لتشمل كل أنواع التغيير الإيجابي في حياة الفرد وانعكاسه على مجتمعه وأمته من خلال الاستفادة من تجارب الآخرين وخبرات الأكاديميين وعلماء الاجتماع الذين يفترض أن يكون لهم دور في دعم هذه الحملة.
(يلا نتغير) لفظة شبابية خفيفة وأرى لو تم تسمية الحملة (معاً للتغيير) ربما كان أبلغ وأفضل من اللفظة العامية.
وكل عام وأنتم بخير .. حقيقة لا قولاً فقط.
والله من وراء القصد،،،