2013-12-26 | 08:04 مقالات

ملتقى المسؤولية الاجتماعية

مشاركة الخبر      

على مدى يومين (أمس وأمس الأول) تم عقد ملتقى المسؤولية الاجتماعية لقطاع الأعمال تجاه شباب الوطن الذي نظمه مركزالقانون السعودي للتدريب بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب في قاعة الشيخ عبدالعزيزالمقيرن بالغرفة التجارية والصناعية بالرياض.

الاسم وإن كان طويلا إلا أنه كان ترجمة لما كان عليه الملتقى وهدف إليه وهو ما لمسته من خلال اطلاعي على ما نشر عنه في صحيفة "الرياضية" يوم أمس وكذلك أسماء المتحدثين حيث تم اختيار نخبة من المتخصصين والمؤهلين للحديث حول الموضوع وإثرائه بالرؤى إلى جانب المواضيع المختارة لجلسات الملتقى وتوجهها نحو قطاعات معينة وهامة مرتبطة بهذا المجال مثل الأندية والاتحادات الرياضية وقطاع الأعمال.

المسؤولية الاجتماعية كعلم وممارسة مازالت حديثة عهد على مجتمعنا الرياضي وعلى مجتمعنا بصورة عامة إذ لم ترتق حتى الآن لما يتناسب مع ما هو مفروض أن يقدمه مجتمع كالمجتمع السعودي سواء بما يملكه من قيم وأعراف وتقاليد عريقة أو كإنتماء لدين يدعو إلى هذه المسؤولية ويرى أن ممارستها من أولويات المنتمين إليه بل ووضع لها نظاماً متكاملا يتبين من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية وعليه كان المفروض أن تنبع هذه المسؤولية وتطبيقها من ذواتنا وبمبادرة منا بدلاً من أن نستوردها كتقليد أجنبي أو نمط غربي.

في أوروبا خاصة إنجلترا تمارس الأندية المسؤولية الاجتماعية وتقدمها كجزء من رسالتها نحو المجتمع سواء ككيانات أوكأفراد ينتمون إليها مثل اللاعبين وبصورة مبنية على أسس وبرامج معتمده ومسبقة.

المسؤولية الاجتماعية لدينا تقوم على اجتهادات فردية في بعض الأحيان وللتعبيرعن الذات أحياناً أخرى بمعنى أنني كناد موجود وأمارس كما يمارس النادي المنافس ولهذا فهناك خلط كبير في المفاهيم بين المسؤولية الاجتماعية والعمل الخيري أوالمبادرات الخيرية والزيارات الاجتماعية وغيرها ومن أصل 153 ناديا منها 30 ينتمون لرابطة دوري المحترفين بين دوري جميل ودوري ركاء هناك ناديان فقط هما الشباب والهلال لديهما إدارة خاصة بالمسؤولية الاجتماعية ويقوم عليها مختصون أكفاء وتمارس دورها الحقيقي في هذا الجانب وهو رقم ضئيل جدا كما أشارت الأستاذة دلال الدوسري المديرالعام لوكالة أمباكت لحلول المسؤولية الاجتماعية في كلمتها للملتقى مشيرة إلى أن الأندية السعودية لاتستطيع المشاركة في الجوائزالدولية الخاصة ببرامج المسؤولية الاجتماعية بسبب الأنظمة الحالية وعدم وجود معاييرمحلية من اتحاد القدم ورابطة المحترفين في هذا الخصوص.

الملتقى ركز على قطاع الأعمال وخاصة البنوك كما أشار أمين عام اللجنة الأولمبية السعودية محمد المسحل في كلمته وأعتقد أن البنوك شأنها شأن القطاعات الأخرى وقلة منها لديه إدارة متخصصة في هذا المجال وهناك حلقة مفقودة بينها وبين قطاع الشباب عموما والرياضة على وجه الخصوص كالأندية والاتحادات الرياضية.

الخطوة القادمة المهمة والمطلوبة في نظري استمرارعقد مثل هذه الملتقيات والسعي لردم الهوة بين قطاع الأعمال والبنوك على وجه الخصوص من جهة والقطاع الرياضي من جهة أخرى من خلال الجلوس إلى طاولة واحدة ومعرفة ماذا يريد كل منهم من الآخر ووضع معايير واضحة للمسؤولية الاجتماعية كما طالبت الأستاذة دلال، ودخول الأندية السعودية المنافسة على الجوائز العالمية، أما الجوائز التي أعلن عنها الملتقى فهي أحد المحفزات لكنها ليست كلها وتشكيل لجنة عليا لهذا الغرض خطوة جيدة المهم أن توضع معاييرواضحة ودقيقة لكيفية الترشيح واختيارالفائزين.



الأكثر أهمية

ضعف المتابعة الإعلامية للحدث ـ وللأسف ـ والحضور وهذا ما يجب الاهتمام به مستقبلاً.

والله من وراء القصد،،،