للتاريخ عهد الإيقافات
رغم فوز منتخبنا بكأس أمم آسيا التاسعة بالدوحة 1988 إلا أن النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي قبل 25 إلى30 سنة كانت فترة تذبذب وعدم استقرار في الكرة السعودية وفي الإعلام الرياضي (الصحافة المقروءة حيث لم يكن غيرها آنذاك) وكان لها دور مؤثر في تشكيل الرأي العام وصناعته وشهدت تجاذبا أكبر بين كل الأطراف.
جاءت تلك الفترة عقب تأهلنا لأولمبياد لوس أنجلوس 1984وفوزنا بكأس أمم آسيا الثامنة في نفس العام حيث خسرنا التأهل لمونديال المكسيك 1986 ودورة الخليج الثامنة بالبحرين في ذات العام وتم إنهاء عقد الطاقم الفني والتدريبي للمنتخب بقيادة خليل الزياني وأيضا الإداري ثم خسرنا التأهل لأولمبياد سيؤول 1988 ومونديال إيطاليا 1990 أمام الإمارات التي تأهلت بالتعادل، ولم يكن الشأن الداخلي على مستوى الأحداث وأتكلم هنا عن الصحافة حيث كان هناك تجاوز للخطوط الحمراء ولحدود النقد وشخصنة كثير من الأمور ومنها التحكيم.
على مستوى آسيا والخليج كان الشهيد الشيخ فهد الأحمد رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم آنذاك نجم المرحلة بل مرحلة الثمانينيات وكان يملك كاريزما معينة وسرعة بديهة وحضورا قويا في الإعلام وكان يعرف كيف يتعامل معه ويسخره لمصلحة الكويت وكثيرا ما كان يؤثرعلى الاتحادات والمنتخبات الأخرى عبر تصريح رسمي أوعلى سبيل النكتة والمزاح فتتلقفه الركبان ويتحول إلى شبه تصريح ينتشر في وسائل الإعلام كما في مقولته الشهيرة أن (السعودية لن تفوز بدورة الخليج إلا إذا صارت الكورة مربعة) وقصة هذا التصريح أنه في بداية الثمانينيات (أعتقد1982) كان هناك لقاء بين المنتخب (أعتقد العسكري) السعودي والكويتي في الرياض وكعادته في أي مكان يحل يتواجد دائما في بهو الفندق في جلسة مفتوحة غير رسمية يتحلق حوله الإعلاميون والرياضيون ومختلف الشرائح ويبدأ في إطلاق قفشاته ونكاته والحديث مع الجميع فسأله أحدهم:
متى تفوزالسعودية بكأس الخليج؟ فقال:
ـ إذا صارت الكرة مربعة ثم أطلق ضحكته المعروفة وضحك من حوله ونشرها البعض وأصبحت أشبه ما تكون بتصريح رسمي على لسانه.
لنترك فهد الأحمد ونعود إلى موضوعنا حيث شهدت تلك الفترة العديد من القرارات غيرالمعلنة رسميا لكنها ملزمة وعلى فترات مختلفة ومن أبرزها:
ـ عدم نشر أية أخبار عن المنتخب إلا ما يصدر من وكالة الأنباء السعودية كجهازرسمي.
ـ إقامة معسكرللمنتخب لمدة 3 أشهرفي أوروبا استعدادا للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال المكسيك 1986 وعدم نشر أية أخبار عنه باستثناء نتيجة المباريات الودية ومن مصدررسمي وبدون ذكر مسجلي الأهداف.
ـ إيقاف بعض الصفحات الرياضية بين فترة وأخرى ومنها "دنيا الرياضة" الصفحة الرياضية بجريدة الرياض وقت إشرافي عليها 3 أيام.
ـ قصر صدورالصفحة الرياضية في الصحف اليومية على مرتين أسبوعياً وللجريدة الحق في اختيار يومي الصدورسواء كانت صفحة كاملة أوأقل إلا أن هذا القرار لم يصمد طويلا أمام احتجاجات رؤساء التحرير باعتبارها مصدر تسويق للجريدة.
في ظل تزايد هذه الأوضاع دعا الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب الصحفيين الرياضيين ورؤساء الأقسام الرياضية لأكثر من لقاء مع سموه لكن أبرز هذه اللقاءات كان في بداية 1408هـ/1988م حيث كان لقاء عاصفاً تم فيه إيقاف اثنين من الزملاء وشدد فيه سموه على حضور رؤساء الأقسام الرياضية فقط.
لماذا أوقف الزميلان؟
لماذا رؤساء الأقسام الرياضية؟
لماذا رفض الأمير فيصل دخول أحد الزملاء الاجتماع؟
هذا ما سأتناوله يوم الجمعة المقبل بإذن الله مع قصة إيقاف "دنيا الرياضة".
والله من وراء القصد،،،