2013-12-18 | 07:40 مقالات

الانضباط آخر ما يفكرون

مشاركة الخبر      

يقول تقرير أعده الزميل عبدالرحمن مشبب ونشره يوم أمس في هذه الصحيفة عن لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم أنها أصدرت هذا الموسم 55 قرارا في حق الأندية والأفراد وفي مختلف الدرجات تراوحت بين الإيقاف وحرمان الجمهور ونقل المباريات والعقوبات الإدارية وكذلك الغرامات المالية التي بلغت 735 مليون ريال أي ما يقارب ثلاثة أرباع المليون.

التقريرجيد وعمل صحفي مميز وكم دار في خاطري تساؤل حول قرارات لجنة الانضباط وإمكانية رصدها وتحليلها لمعرفة مدى جدواها وتحقيق الهدف منها إذ إن العقوبات عندما تصدر فهي ليست تأديبية فقط بقدر ما تحمل هدفا إصلاحيا وتربويا في الجانب الآخر.

ووفقاً لأحد أهداف هذه القرارات بل هدفها الرئيس أن تسجل انخفاضا على المدى البعيد وحاليا في الدورالثاني لكنني أشك في ذلك وأعتقد أنها ستسير بنفس المعدل بل ربما زادت خاصة العقوبات المالية التي تعني أن لجنة الانضباط توفر لاتحاد القدم ما معدله مليون ونصف المليون في الموسم الواحد وربما أكثر وهذا يعني أن الهدف الإصلاحي التربوي من القرارات وهو الأهم لم يتحقق وبالتالي فقد أصبحت اللجنة مع احترامي الشديد أشبه ماتكون بعامل الجباية فقط.

ما يدعوني لهذا الحكم ليست نظرة تشاؤمية بقدر ما هي نظرة استقرائية مبنية على حقائق وواقع نعيشه وعايشناه خلال هذا الموسم والمواسم الماضية فلا تصريحات رؤساء الأندية ضد الحكام اختفت ولا خروج اللاعبين عن الروح الرياضية تلاشى ولا قذف الجماهير العلب الفارغة توقف .. أو على الأقل كان هناك تغير نحوالأفضل في أي مما سبق.

عالمياً وحتى لايقول البعض إن هذا مطبق في كل المسابقات العالمية هناك إحساس بالعقوبة وأثر لها وتصرفات الجماهير أواللاعبين أقل لأن هناك تحديد واضح لمسؤولية المتسبب ولأنه يدفع الثمن بنفسه في كثير من الأحيان وهناك أيضا إحساس بالغرامة المالية وقيمتها مهما كان تأثيرها.

لدينا ـ وللأسف ـ لا يكون لهذه العقوبات ذلك التأثير الإيجابي لسببين:

ـ أولهما

ثقافة التنافس والحضورالجماهيري أوالوعي لدى هؤلاء بصورة عامة.

ـ الثاني

عدم الاهتمام بدفع الغرامة المالية مهما كانت فاللاعب أو الجمهورعندما يخطئ لا يتحمل شيئا من ذلك لهذا فهو يكررالخطأ والمسؤول أو رئيس النادي لا تعني له شيئا كقيمة طالما أنه سيحقق مبتغاه وهوما صرح به أحد رؤساء الأندية عندما قال ما معناه:

لا تهمنا العقوبات المالية وسندفع ونهاجم الحكام.

وبالتالي أصبح نقد الحكام أوالتهجم عليهم معروف القيمة ومرصود مقدما قبل التصريح وأصبح نوعا من التندر وهذا لا يهم طالما أنه سيحقق الهدف من وراءه وطالما أن هؤلاء لمسوا أن هذا يحقق بعضاً من مرادهم بطريقة أو بأخرى على الأقل تأليب جماهيرهم وتشكيل رأي عام أو توجه يوحي بأن التحكيم ضد هذا الفريق وأنه العائق الوحيد أمامه لتحقيق الانتصارات.

أعود لما بدأت به الموضوع حول التقرير وأهميته في أن نخضع نتائجه لتحليل دقيق والخروج منه بدراسة مستفيضة ربما جعلتنا نعيد النظر في بعض الأساليب المتبعة للحد من هذه الظواهر.

لجنة الانضباط مهمة وضرورية والأهم أن يكون أعضاؤها دائما من المؤهلين وذوي الكفاءة.

والعقوبات لابد منها خاصة الادارية والفنية وإن لم يتأثراللاعب ماليا فسوف يتأثر من جوانب أخرى.

أما رؤساء الأندية والحكام فذاك شأن آخر ويجب أن يتم النظر إليه بصورة أبلغ وأقوى من العقوبات المالية.

والله من وراء القصد،،،