يحترق المسرح ويبقى الممثلون
حين تطوي سبعة عقود من عمرك وتبذل جهدك وتصرف وقتك وتدفع مالك مسهماً في تنمية وطنك داعما كيانا رياضيا وباحثا عما يسعد فئة من شبابه بدلا من أن تجلس في بيتك وترتاح مع أبنائك وأحفادك وتعيش بقية عمرك قريبا من أسرتك وقريبين منك ثم تجد من هم في سن أحفادك يقذفونك بالعلب الفارغة ويتطاولون على هامتك العالية بدلا من التطاول إليها لتقبيلها تقديرا لعمرك ومقامك فتقررالرحيل عن هذا الوسط ولا تجد من ينصفك من هؤلاء بل ربما وجدت من يصفق لهم لأنهم فعلوا ما عجزعنه غيرهم.
حين تبلغ من الكبر عتيا ويأتي من مازال في المهد إعلاميا أو رياضيا ويسفه بك وآرائك لأنه عاجز عن مجاراتك والنقاش معك.
حين تنجح في مسيرتك وتتخطى الكثيرمن أقرانك ويعلوا صيتك ومكانتك ويأتي من يقلل من هذا النجاح ويسخر منه ويضع العراقيل في طريقك.
حين تتجلى الحقائق واضحة وضوح الشمس في رابعة نهار صيفي ويأتي من يلوي عنقها ويسعى للبحث عن نفيها و(الكذب) للتضليل عليها.
حين يأتي من يتهمك في نزاهتك
ويطعن في ذمتك ..
ويشكك في أمانتك ..
ويتحدث (نيابة) عن ضميرك..
حين يأتي من يتهمك في وطنيتك ..
ويصفك بخيانة وطنك ..
ويعيب عليك خلقتك ..
ويتهمك في أخلاقك ..
حين تهبط الكلمة إلى المستوى الأدنى ..
حين تصبح الميول جريمة في نظرالبعض
وتشجيع ناد معين مرفوض في نظرالبعض
وإنصاف فريق ما خط أحمر في توجه البعض
حين يصبح اللاعب أوالنجم لدى البعض (ذاتاً مقدسة) لا تمس ولا تنتقد. ويضرب على النادي سياج عليه لوحة (خطر ممنوع الاقتراب)
حين تصبح البرامج الرياضية ساحة صراع والضيوف ممثلين لأندية.
وحين لا يتورع هؤلاء المحللون ومن يوصفون بأنهم نقاد وإعلاميون بإعلان ميولهم ودفاعهم عن أنديتهم..
حين يصبح النادي أولا في الإنتماء والولاء والمنتخب ثانيا ..
حين يسود (الضميرالمستتر) ويتواجد (نائب الفاعل) أكثر من (الفاعل) نفسه وتبرز(حروف العلة) و(المعتل الآخر)
حين تكثر (أدوات النصب) و(الممنوع من الصرف) و(الصفة) لا تتبع (الموصوف)
حين يحدث هذا فتفقد اللغة بلاغتها ويضيع جمال الخطاب..
حين توضع اللوائح .. وتسن القوانين
ويتم تشكيل اللجان ..
ويعلن عن مبدأ العدل والمساواة ..
ومحاسبة المخطئ وإنصاف المخطى عليه ..
حين توضع آلية (إنصاف المظلوم)
ويرفع المتضررشكواه
ويبث همه وحزنه ..
ويطلب تطبيق النظام ..
عندما يحدث هذا كله ..
ولا يجد هؤلاء كلهم من ينصفهم ..
ولا من يأخذ حقهم ..
ولا من ينتصر لهم ..
عندما يحدث هذا كله ..
ولا يجد أولئك من يردعهم..
وعندما يقود هذا الفكر وهذا التوجه من بلغ مرحلة (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين) ..
إذا حدث هذا كله فقد آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه واقرأوا الفاتحة على رياضة كهذه وقولوا عليها السلام فقد:
(احترق المسرح من أركانه
ولم يمت بعد الممثلون ..)
والله من وراء القصد،،،