الهلال
لم يكن أكثرالمتشائمين سواء من الهلاليين أو غيرهم يتوقع أن يفقد الهلال 8 نقاط بهذه السهولة وحتى المراقبين المحايدين وأكثر ما يخاف الهلاليون على أنفسهم من أنفسهم بمعنى أن تكون خسارتهم بيدهم لا بيد عمرو وعندما يصاب الهلال بالنزيف النقطي تصبح مشكلة يصعب حلها أو تداركها بسهولة.
والهلال الذي ظل 9 جولات حتى وإن خسر في إحداها يسير بخطى ثابتة نحوالصدارة فقد ولأول مرة هذا الموسم 5 نقاط في مباراتين متتاليتين وباستثناء النصر فقد تجاوز الهلال عقبات كبرى أوحت بقدرته على الصدارة لم يكن كذلك في أخرى يعتبر تجاوزها تحصيل حاصل وهي نقاط سيدفع ثمنها مستقبلاً إذا جد الجد وبحث عن نقطة تعينه أو تدفع به للأمام.
وعندما أعلن الهلال عن تعاقداته هذا الموسم لمس المتابع ذكاء مدربه سامي الجابر وقدرته على قراءة الفريق وتحديد احتياجاته من المحترفين فأعاد هيرماش ونيفيز وتعاقد مع كاستيلو كلاعب محور والكوري تشوسونج هوان قلب دفاع حتى عندما تم إيقاف حارس مرماه خالد شراحيلي تم التوجه إلى الحارس الاتفاقي ونجم الموسم الماضي فايز السبيعي ولأن الميدان هو موقع الاختبارالحقيقي فقد أثبت التطبيق على أرض الواقع أن الاستفادة من بعض هذه التعاقدات رغم ما تملكه من ضبط وكفاءة لم يكن بالدرجة المطلوبة لسببين:
الأول:
عدم قدرة كاستيلوعلى الانسجام مع الفريق والتأقلم معه ربما لعدم اعتياده على مثل هذه الأجواء أوعدم مناسبة البيئة أو طريقة الفريق أولأسباب أخرى رغم نجوميته وخبرته كلاعب قاد منتخب بلاده إلى مونديال 2014 وحتى هيرماش رغم نجوميته مع منتخب بلاده المغرب لم يقدم مع الهلال ما يتوازى واسمه فيما لم يقدم الكوري نفسه كلاعب خبرة طويلة في آسيا.
الثاني:
عدم إعطاء السبيعي الفرصة وهو الحارس الذي لا يحتاج إلى تجربة ولا خوف عليه من المواجهة وقد أثبت وجوده مع ناديه السابق الاتفاق وتجارب الهلاليين مع استقطاب الحراس عريقة ففي بدايات الدوري الممتاز استقطب الهلال حارس الشعلة المميز آنذاك عبدالعزيز القرناس ثم حول حارس منتخب جامعة الرياض (آنذاك) خالد فهمي الذي كان لاعب كرة السلة إلى كرة القدم كحارس مرمى ثم ضم إلى صفوفه صالح الزنيدي الذي أسهم في صعود النجمة للدرجة الأولى على مراحل مختلفة وكلهم اعتزلوا من دكة الاحتياط ولا أعرف سبباً لذلك ولا لبقاء فايزالسبيعي احتياطياً حيث كان متوقعاً تمثيله الفريق بعد إيقاف شراحيلي خاصة وأن جميع هؤلاء الحراس مؤهلين وكانت الظروف تستدعي تمثيلهم الفريق.
وعلى الهلاليين إذا ما أرادوا حفظ ماء وجه فريقهم ولا أقول تحقيق البطولة لأن الحديث عنها سابق لأوانه ولأن البطولة محصلة عمل وجهد ويجب أن تذهب لمن يستحقها على الهلاليين إذا ما أرادوا ذلك أن يدركوا أن مقولة (الهجوم خيروسيلة للدفاع) قد تغيرت وأصبحت (الدفاع خيروسيلة للفوز) وبالتالي لابد من ترميم الجبهة الخلفية بالبحث عن عناصر قادرة على ملء هذه المراكز إما من الداخل أو بالتعاقدات الشتوية وألا يتم استقطاب النجوم من أجل ضمهم فقط ووضعهم في دكة الاحتياط.
وأن يدركوا أن علاج اللاعب نفسياً ورفع معنوياته لا يأتي على حساب الفريق بل إن من مصلحة اللاعب في بعض الأحيان أن يبتعد عن جو المباريات وعن الضغوط النفسية فترة يراجع فيها حساباته ويستعيد ثقته بنفسه، أما قيادة الفريق وشارة القيادة فلها حديث آخر.
والله من وراء القصد،،،