2013-11-27 | 09:22 مقالات

إثارة الدوري وروعة الديربي

مشاركة الخبر      

ماذا لو أن الهلال هو الذي فاز على النصر في لقاء الديربي الكبير أمس الأول؟ كانت إجابة هذا السؤال هي أحد السيناريوهات المطروحة للمباراة. لو فاز الهلال لانفرد بالصدارة مبتعدا بـ 4 نقاط عن منافسه الحقيقي على دوري هذا الموسم وكان لهذا الفوز انعكاسه المعنوي وربما المستقبلي على الفريقين ووضعهما في الدوري بمعنى آخر (انفجار فوهة بركان الدوري) لكن فوز النصر أخمد البركان ومنعه من الانفجار والذي لم يكن مطلباً نصراويا فقط ولكنه كان مطلباً عاما إلا عند الهلاليين دونما حاجة للدخول في التفاصيل. وفوز النصر كان مطلباً فنياً أيضا للمحافظة على توازن الدوري واستمرار الإثارة والقوة فيه. النصر كان بحاجة أكثر لهذا الفوز وهذه حقيقة يؤمن بها الواقعيون فالهلال اعتاد على كسب النصرفي السنوات الأخيرة وخسارته وإن كانت مؤلمة ولا يرتضيها أبدا مهما كانت الظروف إلا أنها لا تبعده كثيرا فالفارق نقطتان بينما خسارة النصر هي إمتداد لما سبق وقد تؤثرعلى موقفه في الدوري وتشعره بالإحباط خاصة أنها ستبعده عن منافسه بـ 4 نقاط لذلك كان تعامله مع المباراة أفضل واستطاع تطويع كل الظروف لمصلحته بما فيها رفض الأجانب اللعب ما لم تصرف لهم مستحقاتهم المالية وبغض النظرعن وجاهة مطالبهم وموقفنا منها وهذه لها حديث مستقل إلا أن الإدارة الناجحة هي التي تقف بحزم أمام هذا النوع من الأساليب أيا كان تأثير هؤلاء وموقعهم من الفريق. في النصر انعكس القرارإيجابيا على الفريق وأداء اللاعبين وشعورهم بالمسؤولية وإثبات أنهم الأفضل وهذه حقيقة فبعض أجانب النصرلا يرتقون إلى مستوى طموحاته وغير مؤثرين فيه وأعاد النصراويون مقولة رمزهم الأمير عبدالرحمن بن سعود ـ رحمه الله ـ الشهيرة (النصر بمن حضر) التي تحولت إلى شعار ثابت للنصر. قلت في زاوية أمس الأول إن مباريات الديربي لا تخضع للمقاييس فيما يسبق المباراة من إعداد أو تكامل عناصري وما إلى ذلك لكنها تخضع لها في الـ 90 دقيقة فالفريق الأقدرعلى التعامل مع ظروف المباراة والفريق الأقل أخطاء والقادرعلى استثمار أخطاء الخصم هو الأقرب للفوز وهكذا كان النصر. وقلت إن خطأ لاعب واحد قد ينهي المباراة وهكذا كان الهلال .. وضربة الجزاء النصراوية التي جاءت في الثواني الأخيرة من المباراة تؤكد ضعف الإعداد التفسي للفريق وارتباكه أوعلى الأقل بالنسبة للاعب نفسه وعدم قدرته على التعامل مع ظروف المباراة من ناحيتين: ـ خطأ حارس المرمى أو خط الظهر التي لا تحدث من لاعبين ذوي خبرة وعدم التفاهم بينهم مما تسبب في ضربة الجزاء. ـ التعادل كان في صالح الهلال ويبقيه في الصدارة حتى على المستوى المعنوي فهو مكسب ومع ذلك عجز الفريق ككل أن يحافظ على توازنه في الدقائق الأخيرة ويفرض أسلوبه وإيقاعه على المباراة وهذه (ثقافة) يفتقدها كثيرمن اللاعبين لدينا وتحدثنا عنها كثيرا حتى على مستوى المنتخب. في المقابل أثبتت ضربة الجزاء الإعداد الفني والنفسي الجيد الذي كان عليه النصر وارتفاع معنويته بعد محافظته على التعادل حتى هذه اللحظات وحصوله على ضربة جزاء خاصة وهو يسجل في وقت قاتل وحرج عن طريق لاعبه السهلاوي ضربة جزاء ليس من السهل على أي لاعب أن يتصدى لها في مثل هذه الظروف. فاز النصر وخسر الهلال والقضية ليست في 3 نقاط نعم هي كذلك حسابيا لكنها أبعد وهي لا تعني حسم الدوري ولا تحديد ملامح البطل وإن حددت ملامح البطولة. والمؤكد أنها أعادت للدوري إثارته وللديربي حلاوته. والله من وراء القصد،،،